موضي الزهراني
تناولت مواقع التواصل الاجتماعي بعض المطالبات لدعم جنود عاصفة الحزم بعدما بادر أحد رجال الأعمال المالك لمؤسسة تقسيط بالتنازل عن مستحقات مالية للبعض منهم، وذلك دعماً منه وتشجيعاً لهم، ويعتبره أقل تقدير مقابل دورهم الوطني الهام، ومبادرة منه لإبراز الدور الاجتماعي للقطاع الخاص الاجتماعي وذلك لأهميته في المناسبات الوطنية والعسكرية! وكان من أكثر المطالبات مشاركة من المغردين على التويتر بعد هذه المبادرة الإنسانية هي (يجب إعفاء جنود عاصفة الحزم من القروض العقارية) والتي قابلها الكثير بالتأييد والتشجيع والإصرار على تحسين وضعهم المادي لظروف كثير منهم لا تخفى علينا جميعاً، ولكن للأسف الشديد هناك من رفض هذه المطالبات الداعمة والمساندة لهم (على الرغم أنهم يستحقون كل صغيرة وكبيرة لدعمهم) وانتقدها بشدة واعتبروها أن هذه المطالبات في هذا الوقت (مزايدة على الوطنية) التي لا تُقدّر ولا تُقاس بثمن، لأن تراب الوطن يستحق الدفاع بدون مقابل وهذا لا نقاش فيه!
ولكن ولله الحمد جاء بعدها مبادرة (جامعتا نجران وجيزان بإعفاء طلابها من الجنود من رسوم الدراسة عن بعد) دعماً من مسؤولي الجامعة لطلابها الجنود المشاركين في حماية الوطن أرضاً وبحراً وجواً، وهذه المبادرة الإنسانية العلمية من الجامعتين أقل تقدير لهم مقابل مشاركاتهم العسكرية والتي لم تمنعهم من تحقيق طموحهم في إكمال تعليمهم الجامعي. ولكن هل هذه المبادرات تعتبر مزايدات على الوطنية لو طالبنا أن تبادر الكثير من جهات القطاع الخاص والحكومي سواء في المجال التعليمي أو الصحي، أو العقاري، أو التجاري، بالوقوف بجانب جنود الوطن الذين يعملون في الخفاء ليلاً ونهاراً لحمايتنا داخلياً وخارجياً؟ فالحدث الذي نعيشه (عاصفة الحزم) حدث وطني تاريخي يفتخر به في سجل وطننا السياسي، وأن كانت الحرب لها مساوئها لكن لها من المحاسن التي لا يستشعرها إلا من يدرك ما وراءها من أحداث وأهداف وتغيّرات على المستوى المحلي والخارجي، ومن أعظم تلك المحاسن الالتفات الوطني للجنود المجهولين فيها والذين يتكبدون الكثير من المسؤوليات الأسرية والمادية والصحية من أجل استمرارهم في وظائفهم العسكرية التي تعتبر مصدر دخلهم الوحيد! ولكن من رأيي أنه لا مزايدة على الوطنية عندما نقف قلباً وقالباً مع من يسهرون على أمننا الوطني، وأماننا النفسي ونحن نيام في بيوتنا بكل راحة وطمأنينة! سواء من خلال الحدث أو قبله أو بعده، فهم من يستحق الدعم والتقدير في ظل حكومتنا الحريصة على دعم مواطنيها باختلاف شرائحهم بقيادة ملكنا سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله من كل مكروه.