سيبكون يوماً طويلاً لا ينفع فيه بكاء الحوثيين والرئيس المخلوع وأتباعه، وسيقولون ليتنا لم نفعل ما فعلناه، هكذا هي أجواء من يتلقى الهزائم، وهكذا تبدو مناخات من أُذل في ساحة القتال، فأصبح على هذا النحو من الانكسار والضياع والذهول، واجترار ما كان عليه في الماضي، وما أوصله شر عمله في الحاضر، وإلى ما سيؤول إليه وضعه بعد الآن.
***
هكذا هم الحوثيون، وهكذا هو علي عبد الله صالح وأتباعه، يختفون في الكهوف، ويحتمون بالمدنيين، لا يعرفون ماذا يفعلون، فأي ظهور لهم يعني أنهم في مرمى حجر من سلاح المقاتلين الأبطال، ولكن كيف للجبناء أساساً أن يظهروا من مخابئهم، وهم على علم مسبق بأنهم سوف يواجهون رجالاً يتميزون بالشجاعة والإقدام وهو ما لا طاقة لهم في مواجهته؟.
***
عليهم أن يفهموا الآن وغداً ومستقبلاً بأنه لا معنى لحلول سياسية، ما لم تحقق (عاصفة الحزم) أهدافها وتزيد، وأنه من المبكر أساساً الحديث عن دور لحلول سياسية يوقف هذا الحشد من القوات المقاتلة التي تواصل طلعاتها القتالية الجوية لإعادة الشرعية والاستقرار إلى اليمن، والتأكد من أن حدود المملكة آمنة من الآن ومستقرة إلى ما شاء الله.
***
لقد فهم العالم كله، كم كانت المملكة حليمة وحريصة على تجنيب اليمن الشقيق ويلات الحرب وآثارها المدمرة، كما أن الجميع أدرك حرص قوات التحالف على حصر الضربات الجوية على المطارات والقواعد العسكرية ومواقع الأسلحة ومستودعات الذخيرة وجميع المواقع التي قد تشكل خطراً في المستقبل على الشعب اليمني وجيرانه.
***
وبهذا الفهم الإنساني فإن أحداً من قوات التحالف في ضرب الحوثي وأعوان الرئيس المخلوع لا يمكن أن يقوده تفكيره وهو يوجه نيرانه وينتقي أهدافه العسكرية بأن تكون في غير ما ليس له صلة بالحوثيين أو أعوان الرئيس المخلوع، فقوات (عاصفة الحزم) بنبلها وإنسانيتها أحرص ما تكون على تجنب إصابة المدنيين أو المباني بأي ضرر، أو تعريض البنية التحتية للدمار.
***
وإذا ما تأثرت معالم التنمية في اليمن التي أقيم الكثير منها بأموال سعودية وخليجية إلى شيء من الدمار بفعل ميليشيا الحوثيين أو عناصر علي صالح، فمن المؤكد عندما تضع الحرب أوزارها، ويتوقف قرع طبول الحرب، أن تتولى المملكة ودول الخليج توفير التمويل الكامل لإصلاح ما أفسده المخربون، فشعب اليمن جزء منا ونحن جزء منه، فيما عدا من يريد بيع اليمن إلى الأعداء، أو التفريط بحقوق الشعب اليمني لمصالح مالية أو معتقدات مذهبية كما يفعل عبد الملك الحوثي وعلي عبدالله صالح.
***
أريد أن أقول بعد كل هذا، إن (عاصفة الحزم) هي الآن تحقق في كل يوم إنجازات كبيرة على الأرض، سواء بالضربات الجوية، أو من خلال مساعدة اليمنيين المخلصين من قبائل وغيرهم في التصدي على الأرض لمليشيات الحوثيين وعلي صالح وأعوانه، بل وإنزال أكبر الخسائر في صفوفهم، وهو ما يجعل من هذه العاصفة، ومن هذا الحزم، ومن تعطيل أي إسناد يمكن أن تقدمه إيران لهم، إنهم أصبحوا أمام خيار واحد لا ثاني له وهو الاستسلام المبكر بذل ورؤوس مطأطأة وهزيمة نكراء، فالمجد للشرفاء المخلصين لأوطانهم لا لعملاء إيران، المجد لك يا سلمان إذ تقود هذه الملحمة البطولية لإحقاق الحق والدفاع عن شعب عربي شقيق.