هل تتذكرون ما قدمته المملكة من دعم مالي واقتصادي بلا حدود لليمن الشقيق، بعضه معلن، وبعضه الآخر لم يفصح عنه حتى الآن، وذلك على مدى ثلاثين عاماً، هي فترة حكم الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح، وكان هذا الدعم هدية بلا منة من شعب المملكة إلى أشقائهم شعب اليمن؟!.
***
أليست ذواكركم تحتفظ بشيء من موقف الرئيس اليمني المخلوع من غزو صدام حسين للكويت واحتلاله لها، وكيف أن علي صالح أعلن بلا حياء أو حس عروبي عن دعمه لاحتلال الكويت، متجاهلاً ما تشهد به بعض مشروعات التنمية في اليمن من أن تمويلها تم من مدخرات شعب الكويت الشقيق مساندة لشعب اليمن الشقيق؟!.
***
هل غاب عن الأذهان، أن أكثر من مليون يمني كانوا يعملون بالمملكة خلال الاحتلال العراقي الظالم للكويت، وأن الرئيس المخلوع حاول أن يحرك البسطاء منهم ويستثمر وجودهم بالمملكة، ليحدثوا شيئاً من الفوضى داخل دولة شقيقة تستضيفهم، وتمكنهم من العمل دون تأشيرات الدخول، وتعاملهم معاملة السعوديين، وكيف اضطرت المملكة لأن تعيدهم إلى بلادهم درءًا لمشاكلهم؟!.
***
ألم تكن المملكة - كعادتها - رغم كل هذا صاحبة الموقف المتسامح، بإعادة العلاقات مع اليمن إلى ما كانت عليه، رغم مرارة ما حدث، وسوء ما تصرف به الرئيس المخلوع، وأنها قامت بالتأثير على دول شقيقة أخرى ومن ضمنها الكويت الشقيقة لتحسين علاقاتها مع اليمن، بأمل أن يكون الرئيس المخلوع قد استفاد دروسًا من هذه المواقف المشينة فينأى بنفسه عن تكرارها؟!.
***
دعونا من الماضي البعيد، وإن بقي الجرح ينزف إلى اليوم، لنتساءل أيضاً: أليس هو عبدالله صالح الذي نجا بأعجوبة من الموت في تفجير كبير استهدف حياته، فلم يجد من يستقبله، أو يرحب به للعلاج وتقديم العناية الصحية له سوى المملكة، الذي قضى فيها أشهراً لعلاجه من موت محقق، وتحسين مظهره من التشوهات والإصابات بأرقى المستشفيات ولدى أفضل الأطباء، ليعود إلى بلاده بعد أن تعافى إثر تلقيه أرقى الخدمات الصحية؟!.
***
أليس هو عبد الله صالح ذاته، الذي استضافته المملكة مع خصومه بعد أن فقد سيطرته على حكم اليمن، ونجحت في إنقاذه من غضبة الشعب، وهدير الجماهير الزاحفة لإسقاطه، مع حفظ ماء وجهه، وضمان حياته، بالمبادرة الخليجية التي حفظت له اعتباره بوصفه رئيساً سابقاً لليمن، فلا يتعرض أحد لحياته أو لماله أو أملاكه وحراساته بعد أن أصبح خارج الحكم؟!.
***
علي عبد الله صالح، هو هذا الرجل (الحرباوي) المتقلب، الكذاب الأشر، ناكر الجميل، ومن لا يفيد فيه ومعه المعروف، من إذا قال كذب، ومن يحاول أن يعض يد سيده الذي أكرمه وآزره وحماه، لا يتردد في أن يطعنه من الخلف، مثله في ذلك مثل كل الجبناء، مثل كل الخونة المارقين.
***
لهذا ليس مستغرباً ما يفعله علي عبد الله صالح متضامناً مع الحوثيين، من إرهاب وعمل خسيس، أو أن يتنكر لليد الكريمة التي أطعمته، وساندته، وحاولت أن تقوِّم اعوجاجه، بينما كانت قادرة على إذلاله، وتركيعه، ومعاملته بما يستحق، لولا حبها وتقديرها للشعب اليمني وحرصها على أمنه واستقراره.
***
أما الآن، وقد بلغ السيل الزبى، فها هي المملكة تسقيه الطعم المر، وتؤدبه كما تؤدب كل العملاء، وتضعه في حجمه الطبيعي، بعد أن تضخم، وازداد غروراً، واعتقد أن بمقدوره أن يقود انقلاباً على الشرعية في اليمن، وتصور أنه ذو شأن يستحق أن يتم التحاور معه، وكأنه لا يعرف أن الحوار معه قد بدأ فعلاً من خلال (عاصفة الحزم)، ولن ينتهي ما لم تحقق العاصفة أهدافها.