ليس عند خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ما يخفيه عن شعبه، أو يغيّبه عن شعوب العالم، فما يعمله ويخطط له يعلنه في الضوء وعلى الملأ، هكذا تعّلم السياسة وعلّمها لغيره، وبهذا التوجه الجميل والمقنع يدير الحكم في بلاده، وبهذه الرؤية الصحيحة يتعاون مع العالم، فلا يتلون، ولا يتعامل بوجهين، هدفه حب الخير، وسعيه للسلم، وعمله من أجل البناء.
***
سلمان واقعي بطبعه، فلا يقبل أن تمس بلاده بسوء، أو أن يتعرض مواطنوه لأذى، ولا يسمح لنفسه بأن يكون طرفاً للإضرار بالغير؛ فالاعتدال منهج تعلمه من والده العظيم الملك عبدالعزيز ومن ثم من إخوانه الملوك الذين سبقوه إلى سدة الحكم -رحمهم الله جميعاً-، فكان كما قلنا -في كلمة لنا من قبل- أميراً بمرتبة ملك، وملكاً بمواصفات زعيم، ومواطناً يحمل أجمل صفات المواطنة بامتياز.
***
كان الملك سلمان في القمة العربية بشرم الشيخ في بداية هذا الأسبوع نجمها الكبير، وصوتها المدوي، الفاعل في قراراتها، الواضح والصريح بما خاطب به المؤتمر، بما لا جديد في مواقفه، وإنما تأكيد وإصرار وثبات عليها، فهو الملك المؤمن بالمبادئ والقيم التي ترسخ حقوق الشعوب والأوطان، المتصدي بقوة لكل ما يعرّض السلم والاستقرار للخطر، دون أن يهاب أو يخشى إلا من الله الذي هو نصيره في كل مواقفه.
***
وأمس كان سلمان متجليّاً وهو يضع شعبه في حقيقة ما يجري من تطورات، بحضور وطني شامل، مثل الوطن فيه الوزراء والقادة العسكريين السابقين وأمراء الأفواج ومشايخ القبائل وعدد من الأعيان والمواطنين، فحدثهم بما كانوا يتساءلون عنه، وقال لهم ما أرادوا أن يتعرفوا عليه، وطمأنهم على أن مستقبل هذا الوطن في حماية الله أولاً، وفي تماسك المواطنين وتآخيهم وتعاونهم في الدفاع عن المقدسات ومصالح المواطنين، حيث قال لشعبه: (أبوابنا مفتوحة، وآذاننا مفتوحة، وهواتفنا مفتوحة لمن له منكم رأي أو حاجة فالله يحييه).
***
استمعنا إليه جميعاً، أثارنا الخطاب، حركت كلماته مشاعرنا، أحببنا مليكنا من جديد، أيدناه مجدداً، دعونا له بالتوفيق والسداد، وقدرنا له ولرجاله البواسل في قواتنا المسلحة تصديهم لميلشيا الحوثيين وأعوان الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، وإفشالهم لما كان يدبر في ليل من مؤامرات، يرسمها لهم ملالي إيران.
***
مضامين كثيرة في كلمات الملك سلمان بن عبدالعزيز، فيها الشيء الكثير من الثقة والتصميم والإصرار القوي على عزم القيادة بعدم القبول بإنهاء تأديب العملاء في اليمن ما لم تتحقق الأهداف، وعلى أن أحداً لن يكون في مقدوره مقاومة التحالف، أو يحول دون تحقيقه للأهداف التي تلبي مطالب المملكة وتعيد لليمن ولشعب اليمن الوضع الطبيعي كدولة شقيقة، وحمايتها من غدر الحوثيين وأتباع الرئيس المخلوع، وهي مضامين لها من الأهمية ما لها، بحيث لا أجد من الكلمات ما يمكن أن أعبر بها عن أهمية كلمات الملك سلمان ومصداقيتها وصراحتها وبلوغها ما كان ينتظره المواطنون للتعرف على المستجدات التي هي حديث الساعة واهتمام الناس، فاقرؤوا ما تحدث به خادم الحرمين الشريفين بعناية واهتمام، ففيه ما يجيب عن التساؤلات، ويرسم البسمة على شفاه كل مواطن في هذا الوطن الحبيب.