ناهد باشطح
فاصلة:
(إن أسوأ مكان محجوز في الجحيم هو لأولئك الذين يبقون على الحياد في أوقات المعارك الأخلاقية العظيمة).
- مارتن لوثر كنج -
في كتابه «مهزلة العقل البشري يقول د. علي الوردي «: (يقال إن أسباب الثورة الفرنسية، قد نشأت جراء الآراء التي بثها فولتير وروسو ومونتسكيو، أكثر مما نشأت من شدة الجور أو ضيق الحال، فقد ثبت أن الفرنسيين كانوا حينذاك أكثر رفاهية من شعوب روسيا وألمانيا واسبانيا).
من هنا لا يمكن اغفال دور المثقف في مجتمعه، وقدرته على اثارة الشغب او العمل على استتباب الامن في الازمات التي لا يسلم منها أي مجتمع إنساني .
المثقف الذي يتلبس دور الناقد بعدائية والذي لا ترى عينه سوى الأخطاء ويبث في قنوات تواصله مع الجمهور سموم التشاؤم ،هو يمارس دورا سلبيا يفاقم من آثار الازمة التي يمر بها مجتمعه أيا كان نوع الازمة سياسية ام اقتصادية ام اجتماعية ،فالمجتمعات عادة لا تسلم من الحروب والمشكلات ،وهنا يبرز دور النخبة في احداث توازن لدى الافراد من خلال بث روح التفاؤل والامل ونشر السلام، وان يعي المثقف ان دوره نقد الفساد والظلم وليس إشاعة روح الإحباط ومحاولة الانغماس في دور الضحية.
ان مثل هذا التوجه من قبل بعض المثقفين يمكنه ان يشيع روحا بائسة تبث في افراد المجتمع الطاقات السلبية ومشاعر اليأس.
في مثل تأييدنا لدور بلادنا تجاه اليمن وشرعية حاكمها والتحالف الذي رسم من جديد صورة مشرقة لتعاون المسلمين ،يبرز دور المثقف في السياسة الخارجية لبلاده وان لم يكن متخصصا في التحليل السياسي.
في ذلك يكتب الروائي الجنوب افريقي «جي إم كوتزي»:
(إذا شاء المثقف ان يضطلع بدور ما في سياسة بلده الخارجية فعليه ان يقوم بدور حمامة السلام المتسم بالحكمة والرصانة والقدرة على اسداء النصح للسياسي، ليس من مثقف يشعل الحروب او يحرض على تخريب علاقات بلاده مع بلد اخر، دور المثقف الأخلاقي يكمن في تحسين اوضاع عالمنا وايقاف التدهور ان استطاع الى ذلك سبيلا).
اذن فإن نشر المثقف لاي خبر غير مؤكد عن عاصفة الحزم - خاصة وان كانت الاخبار التي تبث لزعزعة الامن من قبل وسائل التواصل الاجتماعي- يحمله مسؤولية جسيمة لان المأمول منه مختلف عن الفرد الذي لا يحمل نفس رسالته التنويرية.
على المثقف ان يعي دوره الحقيقي في وقت يحتاج فيه افراد مجتمعه الى الأفكار المتسمة بالوضوح والحكمة.