هناك ما هو غير مفهوم بالنسبة لي، إذ كيف لدول بقياداتها وبإعلام يصدر عنها، لا يكف إعلامها عن الإساءة لدول شقيقة تدعمهم، وتفرح لنجاحاتهم، وتعمل على ترسيخ التعاون والتفاهم معهم، وبناء أوثق العلاقات بما يعزز ويقوي العلاقات وفرص التعاون؟!. ثم ما إن تواتيهم فرصة لتمرير إساءاتهم، فإذا بهم لا يترددون في ذلك!.. دون أن يعيروا أي اهتمام لمن أعطاهم باليد (المليانة) ليعالج معاناتهم، ويساعدهم على تجاوز أزماتهم.
***
أفهم على سبيل المثال لا الحصر أن تكون هناك خلافات حدودية بين الدول، فتصبح سبباً في النزاعات والخلافات، وتستمر هكذا إلى أن يتم التوصل إلى حلول توثق باتفاقيات، وبالتالي توصد أبواب أي سوء تفاهم يمكن أن ينشأ عنه تصعيد يؤدي إلى مزيد من الاحتقان، بافتراض أنه انتهى أسباب ذلك بالحلول والاتفاقيات التي قبل بها ورضي عنها من كانت بينهم خصومة بسبب ما كان يدعيه هذا الطرف أو ذاك.
***
لكنني لا أفهم أبداً، كيف لدولة كلبنان، تسمح لإعلامها بأن يسيء إلى المملكة، وأن تمكن قناتها الرسمية لعميل إيران حسن نصر الله بأن يجد فرصته فيها ليتحدث بهذا الإسفاف، وبمثل هذا الانحطاط عن المملكة، تضامناً مع الفرس في بقاء اليمن من دون رئيس شرعي إثر ما قام به الحوثيون من انقلاب عليه، وهو ما يفعله حزب الله نفسه في لبنان بقيادة نصر الله ذاته في إفشال أي اجتماع لمجلس النواب لكي لا يتم انتخاب رئيس للبنان منذ شغور كرسي الرئاسة الأولى في هذا البلد، بما جعل لبنان مفرغاً من الرئاسة، وها هو اليمن يحاكيه في ذلك.
***
المملكة لا يعنيها ولا يهمها أن يتحدث عنها بهذه اللغة والأفكار الوقحة بوق إيراني كحسن نصر الله، ولكنها لا تفهم أبداً كيف يخترق هذا العميل قناة رسمية ويدفع بأقذر الكلمات من فمه القذر نحو بلد يضم أعداداً كبيرة من اللبنانيين، وتوفر لهم كل الفرص للعمل في جميع المجالات، مع دعم مادي غير محدود للبنان، آخره أربعة مليارات دولار لتطوير الجيش اللبناني حتى يتمكن من التصدي للإرهاب، فضلاً عن أن التاريخ لن ينسى الدور الكبير الذي قامت به المملكة لوقف الحرب الأهلية وتم لها تحقيق ذلك بموجب اتفاق الطائف. ولكننا لا نفهم لم يحدث هذا؟! ولماذا يغيب صوت الاعتذار الرسمي عن تصرف أرعن قام به نصر الله لإفساد العلاقات السعودية اللبنانية؟!.
***
ما يتصرف به حزب الله في لبنان، يماثل ما يقوم به أنصار الله في اليمن، كلاهما يحملان أجندة واحدة، وعلاقات مشبوهة مع إيران، مع اسمين جميلين، لكنهما في سلوكهما أبعد ما يكونان عن الله، إذ هما إلى إيران أقرب، وهما يمارسان كل ما يخالف شرائع الله، ويتصرفان وفق ما يمكن فهمه على أنه تخطيط لتدمير العالم العربي تلبية لمصالح إيرانية، وإلا فلنا أن نتساءل: ماذا أفادت العلاقات الإيرانية لسوريا والعراق واليمن غير إشعالها لهذه الحروب الأهلية؟.. مستخدمة بالوكالة عملاء لها في هذه الدول لتنفيذ مؤامراتها، وستظل تبحث عن أدوار مخربة في دول عربية أخرى، طالما هناك من يقبل بأن يتآمر على بلاده باسم المذهب أو الأجندة السياسية.