سلمان محمد البحيري
حينما تدهورت الأوضاع في اليمن الشقيق، ومن ثم أخذت الأمور تتجه بها إلى حافة الهاوية وذلك حين أراد الحوثي الاستئثار بالسلطة لنفسه هو والرئيس المخلوع وتم رفض المبادرة الخليجية والمماطلة وكان هدفهم الاستيلاء على عدن والمدن الأخرى في منطقة الجنوب حتى يسلموها لأسيادهم في طهران، من أجل ممارسة حرب طائفية قذره في اليمن وإكمال مخطط التمدد الشيعي الذي ترعاه طهران في المنطقة مثلما ماحدث في العراق وسوريا، لذلك إينما تحل أيران في بلد فهي تنشر فيه الخراب والدمار والطائفية والكراهية والاقتتال ما بين المسلمين السنة والشيعة ويكون هدفها تعميم ذلك في الوطن العربي وتقوم به بامتياز فهي تبنت الفرقة في الدول العربية من أجل اقتتال البلد الواحد ومن ثم السيطرة عليها ونهب ثرواتها، وهي تقوم بحرب بالوكالة عن إسرائيل لذلك هما حلفاء في الخفاء مع بعضهما، للقضاء على كل عربي وخاصة حينما يكون سني، فلو تأخرت الدول العربية في تحالفها بعمليات عاصفة الحزم لدخلت المنطقة في دوامة عنيفة والله أعلم متى ستخرج منها لأن الهدف القادم لهم بعد اليمن هو تهديد أمن السعودية ثم مصر والخليج، لذلك أيران استغلت الفرقة في اليمن وفي العراق وسوريا حتى تأتي وتبث سمومها وتمد أتباعها بالسلاح والمال من أجل خلخلة الأمن، ومن ثم السيطرة على الشعب من خلال قيام نظام قمعي طائفي، لذلك كان لابد من تحالف خليجي وعربي وإسلامي من أجل الوقوف في وجه الإرهاب الحوثي والتوسع الإيراني، ولو رجعنا للتاريخ لوجدنا أن الصفويين دائماً تاريخهم مع العرب والمسلمين السنة أسود، فهم دائماً ما يستعينون بعدو خارجي للأعتداء على العرب والمسلمين من أجل أنهم فقط سنه لإنهم في معتقداتهم يحقدون على الصحابة وآل البيت وذلك من خلال شتمهم بأقذع الألفاظ وهم من تسبب في قتل علي أبي طالب رضي الله عنه وهم من قتلوا الحسين ثم أخذوا يتباكون عليه ويتمادى معمموهم في الضلال، حينما يجعلون الدهماء يجلدون ذاتهم سنوياً في عاشوراء لإجترار هذه الأحداث ويوظفوها لزرع الأحقاد والكراهية عند الدهماء ويتهمون السنة بأنهم من قد فعل ذلك، كما غسلوا أدمغتهم بأن قتل السنة فيه ثواب ودخول للجنة لذلك أصبح معمموهم يوزعون صكوك الجنة والغفران لمن يقتل سني ويعتبرونه جهاداً، لأنه هو العدو على حد زعمهم والرافضة على مر التاريخ ليس لهم مواقف إيجابية أو حضارية مع جيرانهم العرب والمسلمين ولم يفتحوا شبراً واحد لصرة للإسلام والمسلمين، بل دوماً مصدر فتن و قلاقل.
لذلك فإن عاصفة الحزم حينما تمت لدعم الشرعية لقيت ترحيباً دولياً ما عدا فقط إسرائيل وإيران والمتابع لإعلام العدو الإسرائيلي من صحافة وقنوات تلفزيونية يرى بأنه استغل عمليات عاصفة الحزم ضد السعودية ودول الخليج ومصر حيث اتهمتهم باحتلال مضيق باب المندب، وخاصة بعد تحرك قطع بحرية من الجانب السعودي والمصري، ويعود تناغم ردود الفعل وإنسجامها ما بين إسرائيل وإيران إلى تحالف تاريخي قديم في مابينهم، وذلك حينما حرر سيروس الفارسي اليهود من عبودية الفرس قبل 2500 عام وطلب منهم العودة للقدس وإعادة بناء معبدهم، ولقد سبق أن تحالف الرافضة أيضاً مع التتار ضد الدولة العباسية في منتصف القرن السابع الهجري وذلك حينما اتخذ الخليفة العباسي «المستعصم» وزيراً له من الرافضة وهو ابن العلقمي، فصار ابن العلقمي الشيعي الرافضي يعمل على إضعاف الدولة العباسية، فأقنع الخليفة بتقليل عدد الجيش، ثم راسل التتار يشجعهم على غزو بغداد، حتى تسبب لأهل بغداد سنة (656هـ) بمجزرة لم يعرف لها التاريخ مثيل، فقتل التتار الخليفة والقادة والعلماء وحفاظ القرآن أولاً كل ذلك بتشجيع وحث من ابن العلقمي ثم بدأ التتار بتذبيح المسلمين في بغداد حتى قتلوا منهم نحو مليوني مسلم، وسالت الدماء في الطرقات مدة، وعم الوباء في المنطقة بسبب جيف القتلى، وهذه الحادثة مشهورة مذكورة في كتب التاريخ «البداية والنهاية» لابن كثير، و»الكامل» لابن الأثير، و»تاريخ ابن خلدون» «وتاريخ الخلفاء «.
وأيضاً لقد سبق وأن تحالف الصفويون مع الصليبيين منذا عام 1501 حيث دعا الشاه الصفوي حاكم البرتغال في ذلك إلى التعاون والهجوم على مكة المكرمة والمدينة المنورة، وتم فعلا تنفيذ الهجوم على جدة من قبل الصليبي حاكم البرتغال من جهة الغرب وأما الصفويون فتقدموا من جهة الشرق حتى وصلوا للبكيرية، ولكن الله سلم حيث حصلت أحداث داخلية في البرتغال مما دعا حاكم البرتغال إلى الإنسحاب فوراً، والعودة لإخماد الثورة الداخلية.
كما أن إيران أول من أقام علاقات دبلوماسية وتجارية مع إسرائيل لذلك أصبحوا حلفاء في الخفاء منذ ثلاثة عقود ضد العرب السنة.. وقائم بينهم تعاون عسكري واستخباراتي أثناء الحروب العربية بواسطة رئيس إيران السابق شاه إيران محمد رضا بهلوي، وذلك من أجل إمداد إسرائيل بالنفط، كما ساهم مائة ألف يهودي في إيران بتقوية العلاقات التجارية بين البلدين وتجلى ذلك التعاون في الحرب العراقية الإيرانية من دعم إسرائيل لإيران بالإسلحة في حربها ضد صدام حسين ومساعدتها حيث إن أسرائيل صارت وسيطاً ما بين إيران وأمريكا وتم عمل صفقة، حيث تم الإفراج عن الرهائن الأمريكيين المحتجزين في لبنان مقابل إسحلة لإيران ومعدات تقنية متطورة في عهد الرئيس الأمريكي السابق ريجان، وهي ما عرفت بعد ذلك بفضيحة إيران كونترا.
ومهما بلغ العداء إعلامياً بينهما لكن العلاقات والتعاون تبقى في الخفاء ما بين إسرائيل وإيران، فإسرائيل بحاجة لأيران وسوريا من أجل السيطرة على حزب اللات وحماس والجهاد الإسلامي وداعش والنصرة، وطهران تسعى لعدم تجنب الهجوم على منشأتها النووية، في مقابل أن اللوبي الصيهوني لا يفرض عقوبات على أيران ولا يضعها في قائمة الدول التي ترعى الإرهاب، وذلك حين دعمها للمنظمات المتطرفة مثل القاعدة وداعش والحوثي وحزب اللات والنصرة والمليشيات الشيعية وفيلق بدر والعباس وفيلق القدس فدول الخليج حينما تدخلوا في اليمن هو من أجل الدفاع عن أنفسهم ووقف هيمنة ميليشيات الحوثي المسلحة بالقوة والمدعومة من إيران بالمال والسلاح ودول الخليج هم أيضاً تدخلوا أيضا ضد «داعش» والقاعدة في العراق وسوريا، وعلى العكس من إيران التي كونت فيلق القدس المسلح وبدلاً من أن يتجه إلى فلسطين ليحرر القدس التي يحمل اسمها، دخل فيلق القدس أراضي العراق وسوريا للقيام بمجازر طائفية ضد السنة هناك، وكما توجه إلى اليمن لمساندة الحوثيين الشيعة الحوثيين، فلو لا قدر الله تأخرت عاصفة الحزم لأصبحت دول المنطقة تحت نفوذ إيران والمنظمات الإرهابية التي تدعمها، ولكانت الحروب الطائفية ستعم دول الخليج ومصر والدول العربية -لا سمح الله-، بسبب التدخل إلايراني في الشئون الداخلية لدول المنطقة أكثر مما هو حاصل الآن في العراق وسوريا واليمن وليبيا، ثم يحدث بعد ذلك الاجتياح أو تقسيم المنطقة إلى كاونتونات طائفية وعرقية، فعملية عاصفة الحزم ليست فقط دفاعاً عن الشرعية في اليمن وشعبه ودفاعاً عن السعودية وشعبها وعن الحرمين وإنما دفاع عن شعوب دول المنطقة العربية والإسلامية.. وقد جاءت لتوقف العدوان الإيراني الإسرائيلي الذي يريد العبث وتقسيم المنطقة ونهبها لنفوذهما، وذلك من أجل مصلحة الطرفين.