فهد بن جليد
هذه العبارة، تحرك مشاعر (الملاقيف) في مجتمعنا، من اجل البحث فيما ورائها!.. والتدخل في شؤون الآخرين، بذريعة كشف الحقائق، فكل شيء (ممنوع عن النشر)، يُعتقد أن معرفته سبب (للتميز)، البعض يربط (اللقافة) بالعاطلين، والعزاب، والعوانس، بينما الحقيقة أن هذا المرض يعاني منه كذلك (المتزوجون، والموظفون)، رغم وجود ما يُشغلهم في الحياة!.
البلاغيون يلطفون (اللقافة) بمصطلح (لازم الفائدة)، والمقصود به الحديث في موضوع معلوم (مُسبقاً) لأغراض مُتعددة، إما من باب (دق الحنك) لتمضية الوقت، أو للتعرف على شخص و التقرب إليه، أو (لتأكيد المؤكد)، كأن تسأل جارك (ما شاء الله، أجل شاري سيارتك بالتقسيط)، وهو ما يدخلنا في (دائرة أخرى) جعلت معظم أخبارنا (سرية، وغير قابلة للنشر)، خوفاً من الإصابة (بالعين)!.
حشر (الأنوف) فيما لا يخص، أفرز لنا هذا التصرف العكسي الذي عنوانه (لا أحد يدري)، والتي تنطق (لحدٍ يدري)!.
بنسافر (لتركيا) بس (لحدٍ يدري)، شريت (سيارة جديدة) لا تعلمون أحد، أبشركم (أختكم انخطبت) و لا تقولون لها شيء (رغم أنها صاحبة الشأن)! وربما تطورت الحالة (لتلتصق) بشخصياتنا العملية، فكم من مدير، يعتقد أن السرية في تعاملاته، وعدم معرفة بقية (الموظفين) بسير العمل، وخططه، سبب لنجاحه!.
المُضحك هو إصرار البعض على هذه (الخصوصية)، التي لم تعد متماشية مع تطور وسائل، ووسائط التواصل الاجتماعي، فمن سيسافر إلى (تركيا) مثلاً، لا يعلم أن (السناب شات) لأبنائه وبناته، والانستقرام (لزوجته)، نقل كل ما (يأكلون)، و(يشربون)، و(الأماكن) التي يجلسون فيها (مباشرة) إلى كل أقاربه، ومعارفه، الذين لا يريدهم أن يعرفوا بالأمر!.
هذا (الأب) يقابله (المدير) الذي لم يقم بتوعية (موظفيه) بخطورة (تسريب أي خبر)، أو تصوير أي (تعميم)، أو (معاملة سرية)؟!.
وربما أن (الخطأ) في الأصل كان بتغليف أمر عادي (بالسرية)، مما يجعله سبباً في الانتشار!.
وعلى دروب الخير نلتقي.