يوسف المحيميد
منذ 2009 ونحن نعاني من مناوشات الحوثيين في الحد الجنوبي، لكننا الآن نخوض حرباً جوية مفتوحة مع هؤلاء بعدما تمادوا كثيرا، وانقلبوا على الشرعية، وأرهبوا اليمنيين في مختلف المدن، وبالذات مدينة عدن، العاصمة السياسية المؤقتة، التي ما زالوا يعيثون فساداً وإرهاباً في أطرافها.
هذه الحرب الجوية بطلعاتها المجدولة، التي تزيد عن 1200 طلعة جوية منذ أسبوعين، تم خلالها تدمير كل مستودعات الأسلحة، وسلاح الجو الذي سيطر عليه الانقلابيون من الحوثيين وفلول الرئيس السابق صالح، لذلك من الطبيعي في ظل هذه الضربات الجوية اليومية أن تكون ردود الفعل متخبطة في الشمال، وعلى حدودنا الجنوبية، بهجمات يائسة ومضطربة، يشنها الحوثيون وأتباع صالح، ويستشهد فيها بعض جنودنا المرابطين على حدود الوطن، رحمهم الله، وألهم ذويهم الصبر والسلوان.
ولا يخفى على من يتابع ما يحدث، أن القيادة الحكيمة على أعلى مستوياتها، تقف مع ذوي الجنود الذي استشهدوا دفاعاً عن الوطن، وذلك بالزيارة والعزاء وتسهيل أمور أبنائهم، ودعمهم مادياً، وهذا بالطبع واجب ديني ووطني وإنساني، ولكن يبقى الدور الأهم، وربما المفقود، لدى المواطنين في الوقوف مع ذوي الشهداء، ومواساتهم، ودعمهم بكل الوسائل المعنوية التي تشعرهم بأن كافة رجال هذا الوطن العظيم، هم بمثابة آباء وأخوة لهم، سواء عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، أو عن طريق الزيارات الشخصية لهذه الأسر التي فقدت عائلها.
ويجب ألا يتوقف دور المواطنين عند عائلات من استشهدوا دفاعاً عن وطن التوحيد، وإنما الوقوف أيضاً مع أسر هؤلاء الجند المرابطين على الحدود، ففي الوقت الذي ينام فيه المواطن آمناً مطمئناً، قرير العين، يسهر هؤلاء على حدود الوطن، لحمايته من الأعداء والمتسللين.
فهذا الدور من المواطن، سواء بزيارة هذه الأسر والاطمئنان على أحوالها، أو دعمها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، هو دور مهم ومؤثر، ولا شك أن هناك طرقاً عديدة ومتميزة، تشعر هؤلاء بتكاتف المجتمع بأكمله معهم، فلو قامت إدارة إحدى المدارس في نجران مثلاً بتكريم هؤلاء الشهداء، أو حتى المرابطين على الحدود، وذلك بتقديم أبنائهم التلاميذ أمام زملائهم، ومنحهم ما يستحقون من الفخر والعزة والكرامة، لأن آباءهم نذروا حياتهم للدفاع عن الوطن وترابه.
وربما قد يكتشف القراء والمواطنون أفكار مهمة ملهمة لدعم هؤلاء الذين يعيشون من غير عائل، سواء استشهد في سبيل الله، أو بقي مع المرابطين منذ ما قبل الحرب وحتى الآن.
أعتقد أننا جميعاً مسؤولون أثناء هذه الحرب، ككتاب وصحفيين وإعلاميين، أو ناشطين في تويتر وفيس بوك وغيرهما، بدعم هذه الأسر التي تفتقد عائلها، والوقوف معها، والدعاء لمن استشهد بالرحمة والمغفرة وجنة عرضها السماوات والأرض، والدعاء للمرابطين على الحدود بأن يعودوا إلى بيوتهم سالمين، غانمين، منصورين بإذن الله.