سمر المقرن
هل نحن من أكثر المجتمعات أمراضًا أو إصابة بنوعية معينة من الأمراض؟ أقول (ربما) نعم.. أنا لا أستند على دراسات إنما على مؤشرات إحصائية تنشرها وسائل الإعلام بين الفينة والأخرى. لست هنا بصدد الإجابة على هذا السؤال، بل لا أملك الإجابة. إنما أحمل بعض المقترحات المهمة والمفيدة في أهم جوانب الصحة التي ترتكز على محورين، هما: الوقاية والتوعية. وبعيدًا عن الحملات الإعلامية الصحية التوعوية التي قد لا تستهدف سوى شريحة معينة وبسيطة من الناس، وقد لا تحقق الأهداف المرجوة ولا الأعداد المطلوبة من خلال تلك الحملات، فماذا لو كان لدينا عيادات خاصة بالتوعية، لا تعمل في مناسبات معينة إنما عملها يستمر طوال العام. ولأضرب مثالاً هنا فمرض الفشل الكلوي والمنتشر بكثرة، بل إن الأحصائيات المنشورة مؤخرًا حول هذا المرض تؤكد أن العدد تجاوز 150 ألف مصاب في السعودية، وهذا الرقم قابل للزيادة خلال فترة زمنية قليلة. الأمر السائد لدى معظم الناس أن الوقاية من الفشل الكلوي وأمراض الكلى بشكل عام هو الإكثار من شرب الماء، هل هذه المعلومة صحيحة أو أنها الوقاية الوحيدة من المرض؟ لا يمكنني الجزم لأنني لست متخصصة في هذا المجال إنما أحاول أن أقترب معكم إلى حيث الفكرة نفسها، لذا فإن العيادات التوعوية هي من شأنها أن تجيب على مثل هذه التساؤلات، وأن تضع وزارة الصحة إلى جانب هذه العيادات أرقام متخصصة بالإجابة على الاستفسارات حول أكثر الأمراض شيوعًا، فيكون هناك رقم هاتفي متخصص بأمراض الكلى، ورقم آخر لأمراض السكري والضغط، ورقم لأمراض القلب وهكذا من حيث الأولولية والأكثر انتشارًا في مجتمعنا.
بالإضافة إلى هذا كله، نحن بحاجة إلى دراسات صحية توضح لنا ما هي أكثر الأمراض شيوعًا في مجتمعنا، وسبب انتشارها مقارنة بالمجتمعات الأخرى، فمثل أن لكل مجتمع خصوصيته، أيضًا لكل مجتمع أمراضه، وللنظر إلى بعض الأمراض -وقانا الله وإياكم منها- لنعلم أن لدينا منها ما لا يُصاب به غيرنا مثل أمراض العظام والمفاصل وخصوصًا داء (الركبة) الذي قد لا يكون لدينا شخص تجاوز الخمسين من عمره لا يعاني منها، وهذا ما أقصد به الأمراض التي تخص مجتمعنا، بينما من النادر جدًا أن نجد مثل هذه الأمراض لدى كبار السن في أوروبا أو حتى في الدول العربية التي لا يكون الاعتماد فيها كثيرًا على السيارة كوسيلة تنقل أو حتى التي يستطيع فيها الناس ممارسة الرياضة والمشي وتوفر الأماكن المخصصة والأجواء المناسبة، ومن هنا نحتاج إلى التوعية والوقاية لتبدأ مع الإنسان السعودي من سن صغير حتى يستطيع كل منا عمل برنامج وقائي متكامل عن الأمراض الكثر شيوعًا في مجتمعنا قبل أن تقع الفأس في الرأس، إذ إن الأساس في إيجاد مجتمع واع ومثقف صحيًا هي البرامج التوعوية والوقائية التي من النادر جدًا وجودها في مجتمعنا مع بالغ الأسف. وأظن أن هذا يعود إلى فقر البرامج الصحية والمسؤول الأول عنها وزارة الصحة، مع أنها لو قدمت برامج توعية ووقاية ستكون المستفيد الأول كونها تملك طاقة استيعابية أقل من المطلوب بكثير. ولعلي هنا أستعير المقولة الشهيرة:
(درهم وقاية خير من قنطار علاج) على أن تتحول من كلمة يكثر ترديدها إلى برامج ملموسة وقادرة على التطبيق في أرض الواقع!