حمّاد السالمي
* قبل سقوط حكم الشاه في إيران؛ لم يكن هناك من عدو ظاهر يهدد أمن واستقرار وسيادة البلدان العربية؛ سوى إسرائيل، ومن خلفها الولايات المتحدة الأميركية؛ حليفتها القوية الداعمة لوجودها في المنطقة.
* الإيرانيون الجدد في طهران بعد سقوط الشاه؛ التقطوا هذه الحالة العدائية بين العرب وعدوهم الصهيوني وداعمه الأميركي، فجعلوا من هذا شعاراً دعائياً براقاً يدغدغون به العاطفة العربية، بهدف تقديم أنفسهم في المنطقة، ومن ثم تمرير خططهم في تصدير الثورة والهيمنة على مقدرات البلدان العربية في الخليج العربي، والجزيرة العربية، والهلال الخصيب.
* الموت لأميركا.. الموت لإسرائيل.. الشيطان الأكبر..! كلام كثير لم يتجاوز حناجر الساسة في طهران حتى اليوم، ولم يغادر الخِرق التي يرفعها أعوانهم وأذنابهم في لبنان واليمن وبقية البلدان المبتلاة بتبعيتهم وعبوديتهم، فلم يُقتل جندي إيراني واحد في مواجهة مع إسرائيل أو أميركا، ولم تطلق طلقة واحدة من أتباعهم على العدو الصهيوني، كل ما في الأمر؛ أن ملالي طهران، ركبوا موجة القضية الفلسطينية، مثلما ركبوا موجة المذهب الشيعي، وعملوا على تسعير الكره الطائفي والخلافات المذهبية في المنطقة.
* من حقنا في منطقتنا العربية اليوم -ونحن نقاوم التدخلات الإيرانية الشرسة في بلداننا- أن نتساءل بكل تجرد: ما الفرق بين (إيران وإسرائيل)..؟!
* أليست إيران هي دولة معادية لنا مثلها مثل إسرائيل..؟
* إسرائيل -يا أيها الشرفاء النبلاء في (بلاد العُرب أوطاني)- دولة مغتصبة، تحتل نصف دولة فلسطين تقريباً، وتحتل عاصمتها والمسجد الأقصى، وتعتدي بين فينة وأخرى على أهل الأرض وعلى الدول المجاورة. كل هذا مفهوم.
* إيران -يا أيها الشرفاء النبلاء في (بلاد العُرب أوطاني)- لا تحتل نصف بلد عربي واحد، ولا عاصمة عربية واحدة، ولكنها تهيمن على أربعة بلدان عربية، وتوجد في أربع عواصم عربية..! هذا حسب ما يجري على الأرض العربية بوضوح، وحسب ما صرح به حيدر مصلحي، وزير الاستخبارات الإيراني السابق في حكومة محمود أحمدي نجاد الذي قال: (إيران تسيطر فعلاً على أربع عواصم عربية)..!! ثم لم ينبر أي مناضل (فضائي) عربي في بغداد أو دمشق أو بيروت أو صنعاء؛ ليرد على المستعمر الإيراني الذي يتبجح بأنه يحتل دولته، ويسيطر على عاصمته..؟!
* إسرائيل تتجسس على بلداننا العربية بشكل سري، ولا تفوت فرصة للنيل من هذا البلد أو ذاك، أما إيران الخمينية؛ فإنها تمارس التجسس والتحسس من خلال سفاراتها ومراكزها الثقافية، وتشتري الذمم المريضة ليل نهار، وتبث سموم الطائفية بين فئات المجتمع الواحد، وتضخ أسلحة القتل والدمار لأتباعها وأذنابها على رءوس الأشهاد.
* إسرائيل توالي حاميتها وراعيتها الأميركية، ونعرف أنها لولا هذه الحليفة لما كان لها وجود أصلاً، بينما إيران توالي أميركا وإسرائيل معاً..! تعلن عداءها لأميركا وإسرائيل، وتبطن اتفاقها معهما في كل ما له صلة بتفتيت الكيانات العربية، وإلغاء الدول القطرية العربية، وتشجيع الجماعات الإرهابية التي تمارس القتل والتدمير في المجتمعات العربية، على أعين إيران وإسرائيل وأميركا، دون أن تحرك هذه المشاهد الدموية أي ساكن عند زعماء طهران أو تل أبيب أو واشنطن.
* ما الفرق بين عدونا الصهيوني اللدود، وبين جارتنا الإسلامية التي ترث الاستعمار القديم، وتتغلغل في أوساط مجتمعاتنا بثورة ناعمة ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب..؟!
* تقول مصادر عربية وغربية، إن إيران الخمينية؛ سبق لها أن حاولت مع حكومات هندية وصينية بهدف إحياء القوميات (الهندية والصينية والفارسية)، لكن هذه المساعي لم تجد أي تجاوب من الهنود والصينيين..! بعد ذلك؛ عكف الإيرانيون على العمل من أجل إحياء قوميتهم الفارسية منفردين، وبسط إمبراطوريتهم الساسانية، على حساب القومية العربية، التي حملت إليهم ضياء الإسلام قبل أربعة عشر قرناً، وهذا ما نراه منهم رأي العين؛ ضد العرب في بلدان العرب، وبأيدي العرب، لا بأيدي الفرس مع كل أسف..!
* عشنا ودرسنا وتعلمنا ورأينا وعرفنا، أن عدونا الأول والأخطر هو الكيان الصهيوني، الذي يحتل أرضاً عربية هي فلسطين، ويستعمر عاصمتها القدس، ثم تفاجأنا أن إسرائيل ليست هي عدوتنا الوحيدة، وليست هي الأخطر على ما يبدو، وأن من أبناء فلسطين ولبنان وسوريا والعراق واليمن وغيرهم، من يسعى لاستنساخ عدو أكبر وأخطر من إسرائيل هي إيران..!
* تذكرون هذا ولا بد.. مذيع في قناة الجزيرة يسأل خبيرًا إيرانيًا من طهران على الهواء مباشرة قبل شهرين تقريباً ويقول له: أنتم لكم ذراعكم على حدود إسرائيل حزب الله اللبناني، لماذا لا توجهون جهودكم ضد إسرائيل..؟ ماذا تريدون من السعودية..؟ أتدرون ماذا قال الخبير الإيراني..؟! قال في ثلاث كلمات: (السعودية أخطر من إسرائيل)..!
* يا إلهي.. ماذا نقول نحن (الأخطر من إسرائيل)؛ الذين لم نحتل بلداً عربياً ولا فارسياً ولا حتى قرية على الحدود مع إيران..؟! ماذا نقول حيال بلد يهيمن على أربعة بلدان عربية، ويحتل عواصمها الأربع كما يحتل جزراً عربية تابعة لدولة الإمارات..؟!!
* هل عرفتم الآن ما الفرق بين إيران وإسرائيل..؟! كلاهما عدو مبين، ولكن إيران أخطر من إسرائيل.
* أقول هذا ورزقي على الله، وليشرب الخونة والعملاء والأذناب والأتباع من مياه البحر الميت، لأنهم لا يستحقون حتى رشفة ماء مالحة؛ من البحر الأبيض المتوسط، أو البحر الأحمر، أو الخليج العربي..