د. محمد بن عويض الفايدي
قائد الأمة بمقومات الزعامة السعودية في الرخاء والأزمات وبالعدل والحق في مفهوم الإدارة والقيادة «استأجره أن خير من استأجرت القوي الأمين».
خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز قائد المرحلة، وزعيم المواقف الحرجة التي يقودها باقتدار وتقدير موفق «بتوفيق الله» يدرك خطورة الحاضر وعمق الماضي وتحديات المستقبل.
لم يكن سلمان إلا هو ذاته الذي يتقدم دائمًا ولا يتأخر أبدًا عن حفظ الضرورات الخمس الدين، والنفس، والعقل، والنسل، والمال. وهو الذي يحفظ حق الجار ويحسن الجوار ويعين في النوائب، ويقدم الوفاء ويسمح الزلات، ويستجيب لنداء المستغيث الأبعد، كيف لا وطالب العون أقرب الجيران وأحقهم بالإحسان؟
خادم البيتين جمعت العرب ووحدت الصف العربي بعد تمزق طال أمده في القمة العربية العادية السادسة والعشرين في جمهورية مصر العربية بشرم الشيخ. أول إجماع يحدث في التاريخ العربي القريب حول الشرعية في اليمن والتأييد المطلق لعاصفة الحزم للدفاع عن شرعية فخامة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، ومؤسسات الدولة اليمنية، وعن الشعب اليمني المقهور من زمرة الطائفة الحوثية بغطاء ماكر خبيث من الرئيس السابق على عبدالله صالح الذي خان الشعب اليمني وتخلى عن عروبته وتنكر لجيرانه في الخليج وتناسى المعروف والفضل والإحسان وحفظ ماء الوجه السعودي الذي أخرجه من أزمات سابقة عامة وخاصة وشخصية، وتحالف مع إيران المجوسية ضد الإسلام النقي والعروبة الأصيلة والمواطن اليمني المقهور في وطنه. وأحييت التضامن الإسلامي الذي حظى باستجابة وتأييد جماعي من أقصى المغرب العربي إلى آخر المشرق الإسلامي على حدود الصين وروسيا ليرسم خارطة مسار جديدة في طريق التجمع والتضامن الإسلامي حول مركز الثقل الإسلامي وحامي حمى الحرمين الشريفين المملكة العربية السعودية.
سلمان الصبر والصبر سلمان الذي استنفذ كل السبل وطرق جميع الأبواب وبذل كافة أنواع الممكن والمستحيل في سبيل تجنيب اليمن مخاطر الاختلاف المذهبي والمد الشيعي الإيراني المجوسي المقيت الذي يهدف إلى تمزيق الشعب اليمني إلى طوائف وشيع يلعن بعضها بعضًا ويقتتل فيها كل طرف مع الآخر، ولتشجيع الفوضى بينهم من أجل أن يتجزأ اليمن إلى طبقات للطائفة الحوثية المنحرفة حق السيادة عليها وتوجيهها وابتزاز مواردها الاقتصادية والمالية واستغلال قيمها الأخلاقية حسب إملاءات الجعفرية الإيرانية الشاذة لانتفاع زمرة الأحواث الأوباش وإذلال وسحق كافة مكونات الشعب اليمني الأبي على غرار سلوك الخمينيين الفاسدين في إيران.
تجنيب اليمن مخاطر الحرب غاية وهدف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لعلمه الأصيل بدور التنمية في تقدم وتطور الأوطان والشعوب، ولم يتخذ هذا القرار من قبل لأن لغة الحوار وصوت التفاهم عنده مقدمة على كل الإجراءات والخطوات ولم يألُ جهد في ذلك إلا أن العناد الحوثي والرفض والممارسات العدوانية الإيرانية داخل اليمن وتهديد أمن المملكة والإقليم وإعلان الحرب من قبل الحوثيين وغطائهم على عبدالله صالح وأعوانه بحماية وتسهيلات وضمانات إيرانية على المملكة العربية السعودية وإعلانهم للعالم أن هدفهم بعد عدن مكة المكرمة والمدينة المنورة والرياض وتهديد أمن واستقرار دول مجلس التعاون الخليجي في إعلان حرب واضح وصريح على المملكة وجيرانها هوالذي دفع بهذا الاتجاه.
التنمية الخارجية السعودية وُجهت إلى اليمن بسخاء وعطاء غير ممنون ولا مقطوع منذ عهد والده الملك عبدالعزيز وإخوانه الملوك الذين سبقوه «رحمهم الله» جميعًا، وعبر مسيرته القيادية ومنذ توليه مقاليد الحكم وهو يدعم ويعزز كافة أبعاد التنمية في اليمن الاقتصادية والصحية والتعلمية والاجتماعية والترفيهية والعسكرية والأمنية، وفي مجال الطرق والنقل والموانئ والمطارات والنفط والغاز والتقنية الحديثة وغيرها من الإعانات والمساعدات الإغاثية والإنسانية، وكان يرغب في تفادي الحرب لبقاء ذلك واستمراره.
لم يكن لدولة ساعدت في تنمية وتطوير اليمن وإخراجه من أزماته مثل ما فعلت المملكة العربية السعودية والشواهد على ذلك قائمة تجيب عن نفسها ولا ينكرها إلا مجحف ظالم ناقم.
الشرعية في اليمن دستورية منتخبة من الشعب اليمني والمؤسسات اليمنية، وجاءت في إطار عمل مؤسسي الاعتداء عليها بقوة السلاح لإحلال شرعية القوة في بغي سافر على شرعية الحكم في اليمن من زمرة طائفية باغية كلها عوام مدفوعة مدعومة بأجندة خارجية محل قوة الشرعية، بهدف تحويل اليمن إلى بعد أيديولوجي شيعي إيراني.
يعمل هذا البعد الإيديولوجي على تنفيذ السياسات الإيرانية في المنطقة تتحكم به ايران من خلال تحييد وتهميش كافة دول الإقليم والاستفراد باستغلال الميزة الجيوسياسية لليمن من خلال مضيق باب المندب والبحر الأحمر والمحيط الهندي والملاحة والتجارة الدولية، وتطويق دول مجلس التعاون الخليجي، والضغط على مصر والسودان والصومال في ملاحة البحر الأحمر والبعد التجاري والاقتصادي في ذلك، وابتزاز الموارد اليمنية الزراعية والثروة السمكية وطاقة النفط والغاز القابلة لتوسيع دائرة الاستثمار.
سلمان الشرعية والشرعية سلمان الاستناد إلى إعلان الحرب وإطلاق عاصفة الحزم استندت إلى شرعية الدين الإسلامي الحنيف.
«وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر» الآية سورة الأنفال آية72.
انطلق إعلان الحرب من طلب فخامة الرئيس الشرعي لليمن عبدربه منصور هادي من تدخل المملكة عسكريًا لإنقاذ الشعب اليمني والشرعية في اليمن بعد احتلال عاصمتها وصنعاء ومؤسسات الدولة من قبل الحوثيين وغطائهم الرئيس السابق وإيران من خلفهم. واستجابة لاستغاثة ونداء الجار ومحافظة على هذا الحق. وتلبية لإرادة الشعب اليمني المسلوب حقه على أرض وطنه.
انطلاقًا أيضًا من مبادئ ومواثيق أعضاء مجلس التعاون لدول الخليج العربي الذي يعد اليمن بعدًا من أبعاده ومكونًا من مكونتها وضمن منظومته في المجالات الرياضية والثقافية والتي تحاكي أهم شرائح المجتمع اليمني شريحة الشباب وتستحق الحماية والحفظ انطلاقا من حفظ ضرورة الدين والنفس والعقل.
جاء كذلك قرار الحرب في إطار ميثاق جامعة الدول العربية ومعاهدة الدفاع العربي المشترك، وميثاق هيئة الأمم المتحدة في حق الدول الأعضاء باتخاذ كافة التدابير اللازمة لتوفير استقرارها وحفظ أمنها. وضمن مسؤولية حفظ الأمن والسلم الدولي الذي على الجميع بذل كل الإمكانات لتحقيقه والمحافظة عليه.
مساندة قوات عاصفة الحزم واجب وطني وعربي وإسلامي، وعلى كافة أفراد ومؤسسات المجتمع من أسرة ومسجد ومدرسة وجامعة ووسائل إعلام وصحافة ومكونات عسكرية وأمنية وسياسية واقتصادية واجتماعية ودينية وثقافية وفكرية وقطاع خاص ونخب مجتمعية وكتاب وقادة رأي التحرك سويًا بحزم في مسار عاصفة الحزم. وهذا محل الحديث في المقال القادم بإذن الله بمجمل الحدث وفي تفاصيل القضايا. سلمان سلم الوطن.