يوسف بن محمد العتيق
يحدثني زميلي الأستاذ محمد بن عبد الله آل رشيد، وهو مؤلف له كتب عديدة في أكثر من فن وعلم على رأسها مؤلفاته المميزة في علم التراجم والرجال، وكتبه المفيدة التي أثرت الحضارة العلمية.
يحدثني الرشيد أن أكثر ما يسعده عند صدور أي من كتبه هو تفاعل شرائح المجتمع مع ما يكتبه سواء كان هذا التفاعل شكراً أو نقداً أو تقريضاً.
ومما يفخر به أخونا الأستاذ آل رشيد في كتابه هذا الذي جعل عنوانه: «تذكرة الرشيد في نوادر الحكم والآداب» أنه وجد ثناء وقبولا عند شرائح كبيرة من المجتمع، لكن أن يكون التفاعل من شخصية بحجم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله مؤرخ الملوك وملك المؤرخين،يقول محمد ابن رشيد عن لقائه بالملك ومناقشته وسعادته بهذا الكتاب أن هذا أقصى درجات المؤلف أن يحظى عمله بالقبول والتفاعل من كافة الشرائح، وهذا هو ما يريده المؤلف أكثر من عائد آخر.
وهنا أوجه للقارئ رسالة من خلال حديث أستاذنا الرشيد أن على المؤلف أن يبحث فيما يكتبه عما يلامس احتياج ومتابعة كافة الشرائح، ولا يكون كما هو الحال ببعض المؤلفين ممن يتكلف حتى تكون كتبه متخصصة لأبعد الحدود، ويكون المستفيد منها القليل بل أقل من القليل.
الكتب المتخصصة مطلوبة، لكن حين تكتب في موضوع يهم كافة الشرائح فلابد من أن يمسك المؤلف العصا من المنتصف، وكأنه في مجلس فيه كافة الشرائح من الصغير إلى الكبير فيتحدث بلغة تناسبهم جميعاً، وهذا ما قام به الرشيد، وأسعد خادم الحرمين الشريفين، وكل مهتم وباحث.