رقية الهويريني
قبل ما يربو عن أسبوعين فجعت مدينة الرياض بوفاة رجلي أمن كانا يؤديان عملهما المعتاد عبر دورية أمنية بأحد الشوارع شرق الرياض، حيث تم إطلاق نار عليهما وتوفيا بالحال، عليهما رحمة الله وأبدلهما مقاماً في الجنة أفضل من الدنيا.
ولم تهدأ وزارة الداخلية حتى ألقت القبض في وقت قياسي على أحد الجانيين ويدعى (يزيد)، الذي أقرّ بإطلاقه النار على دورية الأمن، وقَتَل قائدها وزميله؛ امتثالاً لتعليمات تَلَقّاها من عناصر تابعة لتنظيم «داعش» الإرهابي في سوريا، حيث وجه التنظيم أوامره له بالبقاء في الداخل؛ للاستفادة من خبراته في استخدام الأسلحة، وصناعة العبوات الناسفة والتفخيخ، وصناعة كواتم الصوت، في تنفيذ مخططاتهم الإجرامية!
وقد وجدت الجهات المختصة مع الجاني بندقية رشاش دفنها بإحدى المزارع وهي التي استخدمت في تنفيذ الجريمة فضلاً عن عدة سيارات أُعدت للتفجير وقتل ضحايا أبرياء بحجة الجهاد، أو هكذا يخيل له! فيما يبقى صاحبه المجرم فاراً من وجه العدالة.
وحيث أفادت المعلومات أن الجاني (يزيد) كان أحد المبتعثين لأمريكا؛ إلا أنه فشل في الدراسة وصار يعاقر الخمر وأعيد للمملكة (الحضن الذي آواه بعد أن لفظته أمريكا) وبدلاً من إعادة حساباته وتصحيح مساره؛ أضله شيطانه ولم يجد بداً من الانضمام لتلك المنظمة الإرهابية لمداراة فشله الذريع في تلقي العلم وخسارته الأخلاقية، وهو ما يثبت أن المنضمين للجماعات الضالة هم من الفاشلين الذين لم يجدوا لهم مكاناً بين الأسوياء، وهو ما تسعى له الجهات المشبوهة باستقطاب هؤلاء الساقطين للانخراط فيها لتنفيذ أجندتها القذرة تحت مسميات وهمية وشعارات مضللة.
وقد عاشت بلادنا ردحاً من الزمن في أمن، ذقنا حلاوته وارتشفنا رحيقه؛ ويحسن بالمواطن استشعار هذه النعمة، وإدراك أن مسؤوليته أصبحت أعظم في الحفاظ على أمن الوطن ومواطنيه، فدوره صار يتنامى في ظل التهديدات التي توجه لوطنه والتحديات التي يواجهها، مما يتطلب منه تنشيط الحس الأمني داخل نفسه والتبليغ عن كل ما يستلفت نظره، مع ضرورة التعاون مع رجال الأمن بالسرعة المطلوبة والكفيلة بإحباط الأعمال الإرهابية ليتمكنوا من القبض على كل من تسول له نفسه العبث بأمن البلد.
أما أنت أيها المجرم فقبح الله وجهك! فزملاؤك المبتعثون يفخرون بشهاداتهم ويفرحون بعودتهم لوطنهم، بينما أنت اخترت القتل وإثارة الفزع في النفوس، والتفجير في بلدك!!