إبراهيم بن سعد الماجد
على كل الأصعدة وفي كل الأحوال والأزمنة, هي إيران صاحبة الفساد والإفساد في الأرض, إن كان صمت العالم العربي والإسلامي ردحاً من الزمن تجاه جرائمها ومكرها وإفسادها, فلن يسكت بعد اليوم.
في سوريا عشرات الآلاف من البشر قتلوا بكافة أنواع الأسلحة, وبكافة طرق القتل والتعذيب, كل ذلك بسلاح إيراني, بل وأحياناً بأيدٍ إيرانية.
لنقرأ التاريخ القريب بكل هدوء عام 1979 كانت الثورة الخمينية الآثمة التي جاءت تحمل بشائر السوء لأمة محمد صلى الله عليه وسلم, ولكن بكل أسف فهمها البعض فهماً خاطئاً فتصوروا أنها ثورة إسلامية ستعيد للأمة ما ضاع من مجدها, فكان أن ارتمى في أحضانها بعض الهيئات الإسلامية, كونها تُدندن على جرح كل مسلم حينذاك ألا وهو قضية فلسطين.
الموت لإسرائيل والشيطان الأكبر أمريكا، أغنية إيرانية طرب لها بعض المغفلين ورقص على نغماتها بعض المنتشين.
المملكة العربية السعودية كانت منذ بدايات الثورة واعية لهذا الخطر العقدي الذي تروج له ملالي طهران في الكثير من أصقاع المعمورة, ولكنها لم تجد من يصدقها لهذا الخطر بكل أسف.
حاربت المملكة مع العراق وكان أن أنفقت ما يزيد على العشرات من المليارات طوال سنوات الحرب العراقية الإيرانية, حصل هذا لما تحمله المملكة العربية السعودية من وعي ديني قبل كل شيء لخطر إيران الصفوية على عقيدة الأمة الإسلامية, وعلى أمن المنطقة واستقرارها.
قامت إيران أكثر من مرة بمحاولات لزعزعة أمن حجاج بيت الله الحرام, بل لقد أزهقت أرواح في موسم من مواسم الحج على أيدي مخابرات إيرانية تدعي الحج والتلبية لله, وهي لم تلبِّ قط إلا بالشرك والكفر.
صمتت المملكة العربية السعودية, وتعاملت بحزم حتى أوقفت غطرسة ملالي طهران وألزمتهم بكل قوة بالأنظمة, والتزموا خوفاً لا احتراماً ولا تعظيماً لشعائر الله.
المملكة العربية السعودية عُرفت على مر التاريخ بهدوء الأعصاب والحكمة والتؤدة في كل ما يمكن أن يعكر العلاقات مع الجيران وغير الجيران, تفعل ذلك لا ضعفاً ولكن لحكمة سعودية نادرة في عالم مضطرب متصارع ومتسارع.
العراق, سوريا, لبنان, اليمن دول عربية دخلتها المخابرات الفارسية فشقت الصفوف وأزهقت النفوس, وأحالت الأمن خوف والرخاء فقر, والصحة مرض، حولت أن يكون لها قدماً في البحرين فما استطاعت إلى ذلك سبيلا, على الرغم من عبثهم وعبث أذنابهم، إلا أنها واجهت المملكة العربية السعودية لها بالمرصاد, كما أن جمهورية مصر العربية، الدولة الكبرى ما سلمت من محاولات إيران العابثة.
اليوم ماذا يريد العربي بل والمسلم في كل مكان من هذه الطغمة الخارجة عن الدين والقانون الدولي؟
سؤال يجب أن يطرح ويجب أن نسمع إجابة عليه.
جوابي هنا أن ملالي إيران لا يملكون إجابة ولا يحق لهم الإجابة أصلاً.
الإجابة التي يجب أن تُقال: أن دماء أبناء الأمة التي أراقتها إيران في أكثر من مكان, دماء طاهرة يجب أن لا تذهب هكذا دون قصاص, وإنني أؤمن إيماناً قاطعاً بأن القصاص حان والمقصوص هو الآن تحت المقصلة, فالأحواز ثائرة ويجب أن تقف الأمة الإسلامية معها بكل ما أوتيت لتنال استقلالها وتقتص من مغتصبها.
ماذا سيقول التاريخ عن دماء أطفال وشباب ونساء وشيوخ سوريا؟ ستكون وصمة عار إن لم يقتص من المجرم الفارسي الصفوي الحاقد, ومثله في العراق واليمن.
العالم المتفرج على أشلاء السوريين لن يرحمه التاريخ ولن تغفر له أجيالنا القادمة إن لم يتحرك ويصلح ما أفسده صمته طوال الأربع سنوات الماضية.
الإرهاب بكافة صوره وأشكاله والإجرام بكافة أنواعه وأجناسه يأتي من تحت العمائم الصفوية, ومن ذلك تهريب المخدرات التي تُباع بنصف قيمتها وما ذلك إلا لكون بلادنا وكما قال الأمير الراحل - رحمه الله - نايف بن عبد العزيز: إن بلادنا مستهدفة, وصدق والله فقد شاهدنا هذا الاستهداف ولمسناه, ولكم أن تسألوا مكافحة المخدرات عن ذلك.
اليوم أيها الحاقدون والمتربصون الصفويون يوم القصاص, وكما قيل الجواب ما ترون لا ما تسمعون.
والله المستعان وعليه التكلان.