توكّل سلمان بن عبدالعزيز على الله، ووقَّع قرار الحرب، وأذن ببدء المعركة، ودعا بالتوفيق والنصر المؤزّر لأبنائه الأبطال، فإذا بالمواطنين جميعاً يهلِّلون للقرار فرحاً، ويشيدون ببدء المعركة اعتزازاً، ويتحدثون مبكراً عن نصر قريب، وفرج مما كان يهدّد أمن المملكة واستقرارها.
***
عزم سلمان بن عبدالعزيز، وتوكل على الله، ومن ثم وضع ثقته في المدافعين عن الوطن، أبنائه المرخصين أرواحهم فداءً للوطن، من شربوا منذ طفولتهم حبهم للوطن، وتعلّموا منه الشجاعة والإقدام، واستلهموا من أدبياته وتاريخه هذا الموقف الجميل الذي يتجدّد اليوم في عاصفة الحزم.
* * *
هذا هو سلمان بن عبدالعزيز، اختار التوقيت المناسب، والميدان المفضَّل، والتكتيك الذي يقود إلى النصر، في معركة أُجبر عليها، وقرار اتخذه دون أن تكون هذه رغبته، لكن ما حيلته أمام عدوان يهيئ لما هو أسوأ، ومع جهات وأشخاص لا ينفع معها إلا القوة.
* * *
تناغم بدء تنفيذ قرار «عاصفة الحزم» مع أصداء عالمية واسعة من التأييد، والاستعداد للدعم والمساندة، وتوّج ذلك بقرارات من مجلس الأمن، تدعم موقف التحالف، وتدين تصرفات وسلوك الحوثيين، ومعهم أتباع علي عبدالله صالح، وهو ما يفسِّر القيمة الكبرى للموقف السعودي ومعه دول التحالف.
* * *
كانت رغبة المملكة أن تكون المعركة بالحوار والتفاهم، وتغليب المصلحة العامة على المصالح الشخصية، وأن تُجنب إيران من أي تدخل في الشؤون العربية، لتفادي التصعيد، والإخلال بالأمن، والانقلاب على الشرعية، غير أن عبدالملك الحوثي وعلي عبدالله صالح، كان لهما رأي آخر، فالحوار في مفهومهما لا معنى له، وأنه بزعمهما يعتبر من الماضي بعد أن تم إسقاط الرئيس الشرعي المنتخب.
* * *
غير أن «عاصفة الحزم» ترجمت ما يريده الغيورون على اليمن، المحبون للوفاق بينها وبين جيرانها، فبينما كان الحوثيون وعلي صالح يعتقدون بما هو قوة بأيديهم فقد أخذت هذه القوة تتساقط كما تتساقط أوراق الخريف، ولا من مغيث لهم، أو مساند وداعم لعدوانهم، فهم تحت رحمة الضربات الجوية اليومية ما لم يستجيبوا للقبول بقرارات مجلس الأمن، وإعطاء الفرصة للبدء بعملية إعادة الأمل من خلال الحوار.
* * *
كان عزم سلمان في محلّه، وكان توكله على الله في مكانه الصحيح بداية ونهاية لهذا العصف، وكان رجاله في مستوى الأمل والتفاني، يتمتعون بالقدرات العسكرية العالية، وبالمهارات المتفوِّقة في المناورات وأساليب الحروب، فحق لهم أن يضعوا الحوثيين وأتباع علي عبدالله في هذه الدائرة الضيِّقة، وأن يبقوا إيران ضمن الجمهور المغلوب على أمره الذي يتفرّج على الهزيمة المذلة لها ولهم.