عبد الاله بن سعود السعدون
النخيب القرية الصغيرة التي لا يتجاوز سكانها أكثر من ألفي بيت في العهد الملكي في العراق وتعد المشتى لتجمع عشيرة عنزه وشيخها محروث بن هذال واكتسبت أهميتها آنذاك لقربها من حدودي المملكة الأردنية الهاشمية وبلادنا الغالية المملكة العربية السعودية واختيرت أيضاً مركزًا لتجمع حجاج العراق لقربها من منفذ عرعر الحدودي والمسافة بينهما لا تتعدى التسعين كيلو مترًا.
اليوم برزت أهميتها جيوسياسيًا كنقطة إستراتيجية يتم زرعها على حدود الأردن وبلادنا الغالية لمصلحة التحريض والتمدد الإيراني إقليميًا وقد بدأت الميليشيات المنظوية تحت الحشد الشعبي بإقامة قواعد لصواريخ ذات مدى مختلف تم تزويدهم بها من إيران وتم احتلالها من قبل كتائب العباس والعلقمي بإشراف قادة من الحرس الثوري أبرزهم قاسم سليماني رئيس فيلق القدس وهذا مؤشر واضح لتثبيت علاقتها الإدارية بمحافظة كربلاء وسلخها من الأنبار السنية العربية ووضعها تحت نفوذ المظلة الإيرانية التوسعية.
تحمل النخيب ميزة لوجستية مهمة لوقوعها على الطريق الدولي الجديد الرابط بين العراق والأردن والمملكة العربية السعودية والبعيد عن وسط محافظة الأنبار وبالتالي تدخل كل الحدود الأردنية والسعودية مع العراق الممتدة مع الشريط الصحراوي العراقي والمسمى بالبادية الجنوبية تحت النفوذ الإيراني المعادي والمحرض ضد كل الجوار العربي وبذا يبرز الخطر المتوقع من تصرفات هذه الميليشيات غير المنضبطة التي توجهها قوات الحرس الثوري الإيراني.
المستغرب هو تصريح السفير الأمريكي في بغداد معلقًا على دخول الميليشيات الشيعية للنخيب قائلاً: (قوات الحشد في العراق تحولت إلى حرس ثوري إيراني وبدأت تتصرف وفق الأجندة التي ترسمها طهران.
وأضاف السفير أيضًا أن لدينا معلومات تثبت وجود الجنرال قاسم سليماني في النخيب وأنشأ غرفة عمليات جديدة يديرها مع مجموعة من العسكريين الإيرانيين التي قد تشكل خطرًا على أمن دول صديقة في المنطقة ونحن نلتزم بالدفاع عنها.
في الفترة الأخيرة برزت قوة مليشيات الحشد الشعبي وتمردها على سلطة القائد العام رئيس الوزراء العبادي وهذه المؤشرات ضغطهم بإقالة الفريق عبد الوهاب الساعدي قائد عمليات صلاح الدين لمنعه بعض أفراد هذه الميليشيات من حرق مساكن أهالي تكريت من أهل السنة وترديد عبارات تهديديه الطائفية ضد سكان المدينة المنكوبة وردًا على تعليقه لخطاب قيس الخزعلي رئيس ميليشيات عصائب أهل الحق الطائفية الذي انتقد أداء القوات المسلحة العراقية في حرب تحرير تكريت وواصفًا وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي بأنه طائفي سني ولا يصلح وزيرًا للدفاع مما أدى إلى انزعاج رئيس الوزراء من هذا التدخل غير مسؤول للخزعلي في شؤون الحكومة ووضع استقالته برهن موافقة المرجع الديني الشيعي السيد علي السيستاني.
سكان ناحية النخيب في حالة تهديد دائم وسجن إجباري بعد استباحتها من قبل الميليشيات الشيعية، رافعين شعارات طائفية مهددة بتصفية أهلنا أبناء قبيلة عنزه وحرق مساكنهم ومنعهم من الخروج منها.
إني استشعر بأن الاهتمام المفاجئ بناحية النخيب العراقية من قبل سلطة الملالي وبعد تحجيم تأثيرها في القضية اليمنية نتيجة الحظر الجوي والبحري الذي فرضته قوات التحالف العربي أثناء عمليات عاصفة الحزم ولا بد لها من فتح جبهة جديدة لتخفيف الثقل العسكري على عملائها الحوثيين والطالح. الذي أخشاه (جدا) من تحريض هذه الميليشيات الطائفية الشريرة تحت أي سبب من مبرراتهم الخيالية للتحرش بحدودنا الشمالية والمنطقة الصحراوية واسعة جدًا والمقدرة بأكثر من خمسمائة كيلو متر وأنها دعوة صادقة أبدؤها بنفسي وأبناء قبيلتي للتطوع مع أهلنا القبائل السعودية المحبة لوطنها الغالي المملكة العربية السعودية لتشكيل قوة رديفة لقواتنا المسلحة لأداء الواجب الوطني للدفاع عن بلادنا الغالية تحت امرة وقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود نصره الله.