موضي الزهراني
للأسف الشديد انتشرت في السنوات الأخيرة وخاصة في المدارس الأهلية للبنين والبنات، وللكبار والصغار، ولجميع المراحل الدراسية، إقامة حفلات بمناسبة النجاح، وتكون قبل موعد الاختبارات النهائية بأسبوعين، وتقدم فيها الجوائز والدروع والشهادات التقديرية للطالبات والطلاب، وهذا ما يستدعي التعجب خاصة للمراحل المتقدمة من (المتوسطة للثانوي) لكن ما دون ذلك خاصة للمراحل المبكرة قد يعتبرونها تشجيعاً وترفيهاً للصغار، وان كان ذلك يحتاج من وزارة التربية لتقنين وإعادة نظر على مستوى المراحل جميعها، وذلك للأسباب التالية:
- إقامة حفلات النجاح قبل الانتهاء من الاختبارات النهائية قد تكون سلاحاً ذو حدين، فقد تكون دافعا للطلاب للنجاح، وقد تكون مشجعة على الاتكالية ومعززة لضمان النجاح بدون مجهود مقابل ذلك، ولا نضمن أيهما أكثر تأثيراً!
- أيضاً قد تكون مُكلفة لبعض الأهالي وخاصة البنات اللاتي يتكلفن أمهاتهن في الملبس وإظهار بناتهن في أجمل صورة!
- تكليف بعض الإدارات النسائية بإقامة البوفيهات المتعددة الأصناف من المأكولات والمشروبات بالرغم أن تلك الحفلات للمراحل المبكرة والمتوسطة!
- حفلات النجاح لجميع المراحل لا تعطي أي قيمة للنجاح، كمثل تخرج حفلة الابتدائي، ثم حفلة تخرج المتوسط، ولا تقارن بالمرحلة الثانوي، التي تعتبر مرحلة انتقالية مهمة في المشوار الدراسي!
- لا توجد دولة تنافسنا في إقامة حفلات النجاح قبل الاختبارات النهائية، والتأكد من نسبة النجاح، مما سيساهم ذلك في التقليل من قيمة النجاح في حياة هذا الجيل مستقبلاً!
- حفلات النجاح تساوي مابين المميزين والمتكاسلين من الطلبة طوال العام، وهم يتعادلون في الحفلة في استلام شهادات الشكر والدروع، مما يحبط المميزين دراسياً أكثر، لتعادل النماذج الناجحة مع الفاشلة دراسياً!
ومما سبق يحتاج الأمر إلى تقنين لهذه الحفلات التي لا داعي لها قبل الاجتهاد في الاختبارات، والحصول على ثمار هذا الاجتهاد من تعب ملموس وليس من فراغ، فالنجاح من القيم الهامة في حياتنا وخاصة في مرحلة الشباب الذين سيفقدون قيمة الإحساس به على مستوى أكبر من التعليم مما سيفقدهم الدافعية للحصول عليه وتحقيقه في حياتهم!
والمأمول أخيراً من وزير التربية التدخل في تقنين هذه الحفلات التي لا قيمة لها معنوياً وعلمياً، إلا بعد إعلان النتائج النهائية وخاصة للمراحل المتقدمة، ليتم معالجة هذه الظاهرة السلبية تربوياً وتعليمياً.