حمد بن عبدالله القاضي
قبل يومين كنت أمشي وحدي على رصيف بـ شارع التحلية بالرياض عرضه يزيد على 20 متراً متجهاً لمحل بينما مسارات السيارات مزدحمة لا تكاد تمشي.. السؤال المزعج كزحمة الرياض:
هل من المعقول أن يتم عمل أرصفة للزينة لا تكاد تري أحدا يسير عليها، بينما مسارات السيارات محتقنة والعرقلة المرورية جاثمة.
تساءلت في ذات مقال سابق: هل من خططوا ظنوا المشاة بالرياض بعدد المشاة بالقاهرة أو دلهي؟
ترى هل نجعل التجميل أهم من معالجة جراح الرياض مع زحام المرور وعرقلة السير وازدحام الشوارع.
تعريض الأرصفة ترف لا لمعنى له وهو إهدار للمال لا مبرر له..
الناس يريدون من ييسر حركة السير ويقلص الازدحام ويوفر الوقت ويخفف الحوادث واحتراق الأعصاب؟
- -2
رعاية الأيتام:
ودار الزهراء أنموذجاً
اليتيم لا يحتاج إلى رحمة فقط أو مبلغ مادي وحسب، بل يحتاج إلى مشاركة المجتمع بالترفيه عنه والتفاعل معه وإشعاره أن في وطنه فضلاء وفضليات هم آباؤه وأمهاته، وكم شدتني مبادرات «دار الزهراء» بجدة التي ترعى مجموعة من الأيتام واليتيمات.
لقد فاض الفرح بداخلي عندما قرأت لأخي د. أحمد العرفج ما تقوم به هذه الدار من لمسات إنسانية واجتماعية لهؤلاء الغالين والغاليات، حيث نقل ما تقوم به الدار عندما قام بزيارة طيبة لها مع الأستاذ الفاضل طارق الشامخ فهي مثلاً تقوم بعمل اجتماعي رائع، إذ تستأجر لليتيم عندما يتخرج من الثانوية شقة يسكنها مع أربعة من زملائه الأيتام وتظل الدار معهم حتى يتخرجوا من الجامعة ويحصلوا على الوظائف.
ترى هل رأيتم أنبل وأروع من مثل هذا العمل الإنساني الاجتماعي.. إن الدار بهذا لم ترع الأيتام فقط وهم أطفال بل رعتهم كباراً وخرجتهم رجالاً حيث وفرت لهم فرص الاستقرار والنجاح والأمان الوظيفي، فضلاً عن ذلك هناك مبادرات أخرى لهذه الدار المتميزة.
إنني أدعو مع أخي د. أحمد إلى دعم هذه الدار مادياً ومعنوياً حتى تستمر في النهوض بعطاءاتها النابهة لهذه الفئات العزيزة.
ختاما كم أتوق إلى استنساخ مبادرات هذه الدار في جمعيات الأيتام المشابهة واستشرف أن تتبنى وزارة الشؤون الاجتماعية هذه المبادرات وتدعمها في هذه الدار كما تطلب من جمعيات الأيتام بالمملكة الاحتذاء بها مع تقديم الدعم المادي لها حتى تستطيع تجسيدها من خطاب آمال إلى خطوات إنجاز لتكون فضاءات عطاء وحنان للأيتام.
- -3
آخر الجداول
للشاعر المتنبي:
جرّبت من نارِ الهوى ما تنطَفي
نَار الغَضا وتكلّ عمّا يحرِق
ما لاح برق أو ترنم طائر
إلاّ انثَنيت ولي فؤاد شيّق