عبد الاله بن سعود السعدون
عاش العراق تحت وطأة خطة فارسية ذات مراحل متدرجة نحو الفوضى التخريبية المعتمدة على التحريض والصراع المذهبي منذ الاحتلال الأنكلوأمريكي عام 2003م وبلغت الفتنة الطائفية ذروتها عام 2006م في وزارة المالكي الأولى وأصبح القتل على الهوية نموذجاً وحشياً لا إنسانياً لهذه الفتنة التي شكلت المرحلة الأولى للمشروع الإيراني لتفتيت المجتمع العراقي وخلق روح الانتقام والعداء المذهبي بين نسيجه الاجتماعي.
وأدركت إيران لأهمية الإعلام من أجل إنجاح مشروعها التوسعي فأنشأت ماكينة دعائية تروج لأفكارها الطائفية حتى بلغت القنوات الفضائية التي تدور بالفلك الطائفي والمعادية للجوار العربي أكثر من ستين محطة تلفزيونية وإحدى عشرة صحيفة يومية تبث سمومها التحريضية وتنقل محيطها التوجيهي المتخلف لمراحل الصراع المذهبي الذي يؤسف له أن بعض هذه القنوات الطائفية والمعادية للعروبة والإسلام الوسطي تبث فسادها الفكري من فضائنا الخليجي؟!
وتحركت المؤسسات الاستخبارية والعسكرية التي تأتمر مباشرة من مكتب المرشد الأعلى في طهران نحو تحريض الطابور الخامس المنتشر في بعض دول الخليج العربي ودعم بعض المؤسسات السياسية الطائفية واستبدال تسمية الحرس الثوري بالحشد الشعبي في العراق وتسمية قادته بضباط من فيلق القدس بزعامة الجنرال سليماني لإنشاء غرف عمليات عسكرية تقوم بتصفية أهل السنة في المنطقة الغربية الملتهبة بنيران إرهاب داعش وجاءت الزيارة المفاجئة لوزير الدفاع الإيراني العميد حسين دهقان.
إلى بغداد على رأس وفد عسكري واستخباري كبير للإشراف على سير المعارك في الأنبار ووضع خطة عسكرية لإعادة تشكيل وتسليح الجيش العراقي تنفيذاً للاتفاقيات والعهود العلنية والسرية التي عقدت بين حكومتي بغداد وطهران.
الإستراتيجية الإيرانية الخارجية تعتمد على جهود عملائها خارج محيطها الجغرافي لأبعاد الأحداث الدامية وتداعياتها على الداخل الإيراني الهش الذي بدأ يتحرك على صفيح ساخن من مظاهرة الانتفاضة الحرة في إقليم بلوشستان لحركة العدل بقيادة عبدالرحيم ملا زاده، واليقظة العروبية في منطقة الأحواز العربية السليبة التي أعلن اتحاد المنظمات الثائرة الإضراب العام والتظاهر في كل مدن الأحواز رافعة شعارات التأيد لعاصفة الحزم والشكر والثناء لشجاعة الملك سلمان نصره الله وتزامن مع هذه الانتفاضات المعارضة لسياسة ملالي طهران التعسفية قيام استنكار واسع في إقليم كردستان الإيراني لقمع التظاهرات في ذكرى مملكة مهابدان الكردية التي دامت لأكثر من عام وأسقطها الشاه رضا بهلوي في عام 1946م إيران مشتعلة من الداخل وسيتسع مداها حتى تشمل كل الأقاليم المضطهدة والرافضة لمذهب الولي الفقيه وسياسة الحديد والنار.
نحن دول الجوار العربي نعلن دوماً عن نواياناً الطيبة نحو أشقائنا مكونات الشعب الإيراني ونحاول جاهدين التعايش بسلام ومحبة ونبتعد بمشروعنا العربي عن سياسة التحريض والتدخل بشؤون إيران الداخلية ولكننا نود أيضاً تذكير ملالي طهران وقم بأن بيتهم من زجاج فليكفوا من رمي جوارهم العربي بأحجار الطائفية والإرهاب لأن نفس تلك الأحجار سترتد لنحرهم مع موج خليجنا الهادر لتأدية واجبنا الذي يفرضه ديننا الحنيف لنصرة المظلومين من الشعب الإيراني الشقيق وحينها يتهشم بيتهم الزجاجي على رؤوسهم الحاقدة -بإذن الله- وبعد أن تنكشف أسرار الصندوق الأسود ويعرف كل أبناء الشعب العراقي نوايا المشروع الإيراني المعادي للأمة العربية وعمالة تجار السياسة آنذاك سيعود العراق عربياً يداً واحدة ليمزق الشبكة التسلطية الفارسية العنكبوتية للأبد.