أ. د.عثمان بن صالح العامر
- إنني في الوقت الذي أدين فيه ما حدث من اعتداء آثم، وتفجير مروّع في مسجد علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - ببلدة القديح في محافظة القطيف وقت أداء المصلين صلاة الجمعة الماضية 4 - 8 - 1436 للهجرة، في ذات الوقت أشدد هنا وأؤكد ما ذكره سماحة مفتي عام المملكة العربية السعودية رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ من أن هذه الجريمة الخطيرة الهدف منها محاولة إثارة الفتنة وإيجاد فجوة بين أبناء الوطن.
- إن أي قراءة سطحية لحادث التفجير هذا هي قراءة ناقصة وضعيفة، فالحرب السرّية، وما يدور في الخفاء ويحاك حين يحل المساء ضد بلادنا المملكة العربية السعودية أشد مما نرى ونسمع ونقرأ بكثير، وما حدث لا يعدو أن يكون - لا سمح الله - حلقة في سلسلة حوادث وفواجع وتفجيرات ممتدة يريد أعداء الوطن تنفيذها في طول بلادنا وعرضها إن هم استطاعوا إلى ذلك سبيلا، فنحن مستهدفون في أمننا ورزقنا وقادتنا وعلمائنا و... ويراد النيل منا وزعزعة ما ننعم فيه من أمن واستقرار، وجرنا لمستنقع الدم الآسن بكل الوسائل وبجميع الأساليب والمكائد.
- شخصياً لا أستبعد ما يتناقل عبر وسائط التواصل الاجتماعي من ضلوع إيران الاستخباراتي السرّي في توظيف الجماعات المتطرفة لارتكاب هذه الحماقة التي هي في النهاية خدمة لأعداء الإسلام، الذين يحاولون الآن أن يتسللون لواذاً لمحافظة القطيف بدعوا الوقوف مع أخوانهم الشيعة، وهم بهذا الصنيع ينون ضربنا في مقتل، وإثارة الطائفية بننا حتى يأتون على بيتنا المتماسك من القواعد إن قدروا لاسمح الله.
- إن من الأهمية بمكان أن نكون جميعا بلا استثناء - سياسيين وعسكريين واقتصاديين وعلماء ومفكرين ومثقفين وأكاديميين وخطباء وإعلاميين وطلبة مدارس وعوام و... - على وعي تام بخطورة ما يحاك لنا، وأن ندرك جميعاً وعلى قدم المساواة مسئوليتنا المشتركة لحماية حياض ديارنا وحراسة أمننا والمحافظة على وحدتنا الوطنية التي لا نساوم عليها.
- إن المرء ليحزن حين يرى أن من أبناء هذا الوطن من يجنح إلى العنف، ويركب موجة التطرف، ويتسربل بالإرهاب، ويعشق اللون الأحمر، وتتوق نفسه للدم الحرام، ويغيب عن باله أو يُغيب عنه ما جاء من نصوص تحرم القتل للأبرياء حتى لو كانوا كفاراً في أرض المعركة، وتؤكد حق المواطنين الذمّيين فضلاً عن غيرهم في توفير الأمن والسلامة والاطمئنان لهم مع اختلاف العقائد وتباين المذاهب وتعدد الانتماءات.
- إننا في مرحلة لا تحتمل السكوت أو التهاون، أو الخذلان والتغافل، ولذا لابد من أخذ الحيطة والحذر، والانتباه والحزم، واللهَ اللهَ أن ينال من وطننا من قِبَلك.
- عقلاً، مستحيل أن تجعل وزارة الداخلية مع كل مواطن رجل أمن يصحبه في حالة تحركه وعند سكونه، ولكن الممكن أن يكون كل مواطن منا رجل أمن حقيقي، يشارك في الدفاع عن الوطن، ويبذل جهده ووقته في حماية المواطنين، فلنكن كما يُنتظر منا حتى تدوم نعمة الأمن، ونكبت عدونا الذي يتربص بنا، ونقي بلادنا شر الفتن، ودمت عزيزاً يا وطني، وإلى لقاء والسلام.