غسان محمد علوان
تكرر سيناريو الياباني سيء الذكر (نيشيمورا) مرة أخرى في مشوار الهلال الآسيوي، ولكن الفارق هذه المرة أن المهزلة تكررت بنكهة ماليزية وعلى أراض إيرانية. تلك الأراضي التي لا تصلها عقوبات الاتحاد الآسيوي، والتي يفعل أهلها ما يريدون بلا حسيب أو رقيب. لم يدعوا شيئاً ممنوعاً إلا وعملوه. شعارات سياسية، سوء استقبال، هتافات طائفية، مقذوفات بشتى الأشكال والأنواع، وينتهي المشهد بمغادرة الفريق السعودي أراضيهم بلا نتائج أو تبعات.
لا شك أن اتحادنا العزيز له اليد الطولى في عدم إعطاء فرقنا ما تستحق من الاحترام والتقدير. فهو مسالم حد الضعف، وعقلاني حد الهوان. كل ما جرى لسنين متتالية في تلك الأراضي التي لا تعرف من الرياضة سوى اسمها، واجهه اتحادنا العزيز بخطاب شجب واستنكار خجول لن يغير من واقع الأمر شيئاً.
مللنا من كوننا الحلقة الأضعف في كل معترك آسيوي، مللنا من الكرم الحاتمي في توزيع المدرجات عندما نكون المستضيفين والذي تواجهه صرامة تحديد المقاعد وموقعها - والذي غالباً يكون خلف أحد أعلام الزاوية - عندما نكون المستضافين، ولنا في لقاءاتنا مع دول الخليج أوضح مثال. الصمت الغريب الذي يمارسه اتحادنا ضد الممارسات الإيرانية المتكررة لا تدري فعلاً إلى ماذا نعزوه!
أليست الأندية التي تقع تحت مسؤوليتك هي همك الأكبر، سلامةً وتمثيلاً وسمعةً؟
أتكتفون بمشاركتنا التأفف والامتعاض وتتفضلون علينا ببعض التصاريح التي لا تتجاوز صحفنا المحلية وقنواتنا الفضائية؟
ألم تحاولوا التظلم لدى الاتحاد الآسيوي ورأيتم بأم أعينكم أنهم لا يحركون ساكناً تجاه تظلمكم الخجول؟
ألم تسمعوا بجهة تسمى (فيفا)، تستطيعون اللجوء إليها متى لم ينصفكم اتحادكم القاري وأنتم تملكون كل الدلائل والقرائن؟
أسئلة عدة نخجل من طرحها لبديهيتها، أفلا تخجلون من تلقيها؟
ما يحصل الآن هو امتهان للكرة السعودية، واللوم كل اللوم على من تقع على عاتقه المسؤولية. فالجهة الأخرى وبكل بساطة تقول عنا: (أسمع جعجعةً ولا أرى طحيناً)
بقايا...
- قدم الهلال أمام بيروزي واحدة من أجمل مستوياته خلال الموسم هذا بأكمله. ولكن التحكيم (الموجّه) كان أقوى بكثير.
- على النقيض، قدم الأهلي لقاءً سيئاً لا يعكس مستوى القلعة الخضراء لهذا الموسم.
- تأهلنا بأيدينا بعد توفيق الله في الدرة والجوهرة، متى ما كان التركيز على أعلى مستوى.
- من الظلم أن تلوم اللاعب إذا لم يوفق في إحراز النتائج الإيجابية بعد أن قدم كل ما لديه، ولكن الظلم الحقيقي هو ظلم اللاعب لنفسه أن يضيع الفرص الواحدة تلو الأخرى بلا مبالاة أو برود. والخاسر الفريق.
- توقع شخصي: المتأهل واحد فقط، وإن كنت أرجو تأهل الإثنين ومتأكد من إمكانيته.
خاتمة...
وظلم ذوي القربى أشد مضاضةً
على المرء من وقع الحسام المهند
(طرفة بن العبد)