جاسر عبدالعزيز الجاسر
ماذا تعني مشاركة معظم مناطق ومدن المملكة في تشييع شهداء القديح، التشييع وصل طوله إلى أكثر من ثلاثة كيلو مترات، لم يكن أحد يبحث عن المكون المذهبي في هذا الحشد الذي حمل رسالة واضحة لكل من يهدف إلى استهداف الوحدة الوطنية في المملكة.
التشييع الذي شهدته مدينة القديح من وسط المدينة من منطقة سوق الخميس حتى المقبرة صورة معبّرة عن تماسك الشعب السعودي ومجتمعه بالرغم من كل محاولات إثارة الفتنة التي يرفضها السعوديون وهو ما أكدته المواقف المتعددة من المواطنين في كل مدن المملكة والمظاهر التي رافقت الحملة العفوية للتضامن مع أهالي القديح، فقد تابعنا طوابير التبرع بالدم في أكثر من مدينة سعودية، إضافة إلى ما تضمنته مقالات وآراء المثقفين والكتّاب والمفكرين السعوديين الذين أدانوا الجريمة الإرهابية، وحلّلوا الأسباب والمبررات المرفوضة التي يتكئ عليها المتطرفون، حفلت أيضًا مواقع التواصل الاجتماعي بالعديد من الموضوعات التي جسّدت المواقف والتعاطف والإصرار على الالتزام الوطني، التي أظهرت فشل ما كان يهدف إليه الإرهابيون الذين نفذوا العملية الإرهابية المجرمة في القديح ومن ورائهم الذين كانوا يهدفون إلى إحداث شرخ في تماسك المجتمع السعودي وإشعال فتنة طائفية بين مكونات المجتمع الذي أظهر تماسكًا أفقد المحرضين صوابهم وجعلهم يهذون بأقوال تظهر الخيبة الكبيرة التي يشعرون بها بعد أن أحبط وأفشل السعوديون بتكاتفهم وتماسكهم ورفضهم للإرهاب والتطرف من مصدر يستهدف بلادهم.
مواقف المواطنين السعوديين وكتابات المفكرين والكتاب ورجال الإعلام والتعليقات الصادقة التي حفلت بها وسائل الاتصال الاجتماعي أظهرت أن السعوديين متفهمون لما يقوم به أعداء المملكة العربية السعودية من تحريض بعد أن حققوا (جزئيًا) اختراقًا لنفر قليل من الشباب قليلي العقل والخبرة من صغار السن الذين كانوا أدوات سيئة لتنفيذ المؤامرات والمخططات الإجرامية ولأن المحرضين ومن دفعوا الإرهابيين للنيل من بلادهم كانوا يسعون ويهدفون إلى إحداث فتنة طائفية، فإن ردة الفعل الرافضة لمخططات أعداء المملكة التي أوضحتها مواقف المواطنين سواء في مشاركتهم في موكب التشييع الذي بلغ طوله أكثر من ثلاثة كيلو مترات أو طوابير التبرع بالدم، وما حفلت به وسائل التواصل الاجتماعي وكتابات المفكرين والكتاب وآراء المواطنين، جميعًا تؤكد أن الوحدة الوطنية السعودية مصانة، وأن كل ما يقوم به المحرضون مآله الفشل ولصاحبه الخزي والعار وبالذات ممن يتباكون في محطات التلفاز، مدعين الدفاع عن أبنائنا الأعزاء الذين هم جزء من المكون السعودي الوطني العام، ولأنهم يرفضوا دعواتهم التحريضية بل يتعاملون معها باحتقار وإهمال مثلما تعاملوا مع العديد من دعواتهم المشبوهة التي رغم تكرارها وتركيزها على الشأن السعودي إلا أنها لم تلاق إلا الاشمئزاز من جميع المواطنين الذين أصبحوا واعين ومتفهمين جدًا لمواقف هؤلاء الأعداء الذين يسعون لهدم أسس التعايش والتعاضد في مجتمع لا يعرف سوى المحبة والتضامن في المسرات والمضرات.