د. خيرية السقاف
وإن بلغك الجهد فستبلغ المجد,.. ومجد الروح أسمى الأمجاد..
فكن على الناس صبوراً، وبهم كريماً, ومعهم متسامحاً..
تصفو نفسك, وتطمئن جوانحك, وتطيب معيشتك,..
وتبلغك السكينة والرضا..
* * *
ما تطلعت حولك فأحزنك الواقع.., فتطلع إلى السماء يفرحك الخالق..
فكل الأمور بيده..
وقد «خلق الإنسان في كبد»..
فلتكن مكابدتك في العطاء,.. وفي تجنب السؤال...
إلا سؤالاً في علم, وسعياً في عون..!
* * *
ثق أنك مغادر كلَّ أمر, وتاركٌ كل مادة..،
حتى نسيج جلدك, وقوام جسمك, وجمال ثوبك..,
ودثارك، ووسادك، ومفتاح بيتك..!
* * *
كل الأبواب إن أُغلقت يبقى الباب الكبير الذي لا يُغلق..,
للعظيم الذي لا يصيخ عنك..
* * *
وإن بلغك الملل, وخيّمت عليك الكآبة فانزع إليه راغباً،..
واقترب منه محباً..،
تجده ينتظرك بفرح الأم لوليدها، وأكثر..
يعلم بأن له عبداً يقصده, وأنه ربه الذي لا يخذله..
بينك وبينه حبل من وريد، كلما نبض بصدقِ ودِّك، ويقينِ إيمانِك تكوَّرت الدنيا نقطةً في سعةِ ما عنده..
* * *
إن خذلك الناسُ تبسّم.., فليست آخر المكاسب، ولا أولها هم..
فمكسبك نفسُك حين تضعها في كفِّك، تشذبها من ضعف, وتكافحها من تيه..
* * *
أنت وإن أخطأت، فلن تغلق أبوابه لاسترجاع..,
ولن تصد معونته عن انتشال..,
ولن تضيق بك رحمته عن تطهير..
* * *
فجاهد ما استطعت أن تكون الكاسبَ في مضمار البشر سكينَتك,
والكاسبَ فوق السماء رضاه..
تلك هي مؤونة السفر..
وطعامُ المجاعة عند اللقاء به..
ومجدُ الروح في السماء بعد مجدها في الأرض..!!