يوسف بن محمد العتيق
لو قدم أحد الناس لكتاب صدر قديماً (أو حديثاً) في الطب، وعالج من خلاله طبيباً أمامه، فلا شك أن هذا المريض سيكون على تضاعف المرض أكثر منه إلى الشفاء، وهكذا حين يتعرض أحدنا لكتاب تاريخي ويقرأ نصاً تاريخياً، ويخرجه من سياقه ويستثمره للهجوم على هذا البلد أو ذاك العلم التاريخي، فهذه أم الكوارث إن كان جاهلاً لا يحسن قراءة كتب التاريخ والتعامل معها، وأما إن كان مغرضاً كما هو الحال لحسن نصر الله، فهذا رجل كسته الطائفية من رأسه حتى أخمص قدميه.
ودعني أضرب لذلك مثالاً بالحقد والهوى والكذب وتقليب الأمور التاريخية لدعم أجندة طائفية، فقد شنَّ حسن نصر الله هجوماً على الحكومة السعودية بأنها هدمت الآثار حول الحرمين الشريفين عند دخول الملك عبد العزيز - رحمه الله - لهاتين المقدستين، وكل باحث في التاريخ يعرف أن الملك عبد العزيز تعامل مع كل المواقع القريبة من الحرم الشريف بهدم وإزالة بعض المواقع، ليس لأنها آثار ولا يجب احترامها، بل كان الهدف نبيلاً، وهو توسعة الحرمين الشريفين، وهو ما سار عليه أبناؤه الملوك الكرام من توسعة أماكن العبادة والخشوع على حساب كل مبنى قريب من الحرم.
وهناك فرق كبير بين الواقع، وبين ما أراد نصر الله توصيله لمتابعيه.
وهنا، وبعد هذا النموذج الصغير نقول لحسن نصر الله: إن حديثك كله لم يعد مقبولاً، بعد انكشاف القناع، فكيف نقبلك في مجال جديد لا تحسنه وهو التاريخ، فالتاريخ للمختصين فقط ممن يفهم النصوص التاريخية ويحسن التعامل معها.