د. محسن الشيخ آل حسان
حين انطلق مشروع داعش الإرهابي في بداياته, راهنت الكثير من دول العالم, أن التنظيم لا يمتلك مقومات الاستمرار, وسوف ينتهي التنظيم إما بالخلاف مع الفصائل الإرهابية الأخرى مثل: القاعدة- النصرة- حزب الله- والإخوان المسلمون, بسبب ما نسب إلى التنظيم من تطرف وقسوة وقطع الرقاب. ولكن تنظيم داعش خالف كل التوقعات, فاجتاح مساحات واسعة في الكثير من البلدان العربية مثل سوريا والعراق واليمن وليبيا وغيرها, وتمكن التنظيم من المحافظة على تواجده في هذه الدول وغيرها.
وكثرت هذه الأيام الأخبار والتكنهات وحتى الدعوات لمحاربة تنظيم داعش, وتحالفت عليه الكثير من الدول الغربية إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية لهزيمة داعش. ولكن مع مزيد من الأسف بدأت الاتهامات والإصبع تشير إلى أن هناك من هذه الدول من تقف بجانب تنظيم داعش, وأقوى هذه الاتهامات موجهة إلى أمريكا نفسها التي تدعي أنها العدو الأكبر للتنظيم. أيضا هناك أصابع تشير الى أن الدولة الفارسية (إيران) تدعم التنظيم. وفشل المحللون العسكريون أن يؤكدوا أو ينفوا هذه الاتهامات بأن داعش وليد الحقد الصهيوني- النصراني- الفارسي على الإسلام والمسلمين والعرب.
لكن معظم ما يدور على الساحة التحليلية العسكرية, يناقش فقط الجانب العسكري والقتالي بين ما يتم بين الحلف الدولي وتنظيم داعش, ولا يتناول الأحداث بطريقة شاملة تستوعب مجمل الصورة.
ويصعب استشراف شكل المواجهة أو نتيجتها, دون التعامل مع كل المعطيات والعوامل المساهمة في تحديد طبيعة هذه المواجهة الخطيرة.
والصدام الدائر الآن بين تنظيم داعش والحلف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية, أمر محتوم لا يمكن تفاديه, وليس مرتبطا بقطع رؤوس الرهائن أو التأثير على مصالح الغرب وأمريكا. المشكلة أن أكثر أخطار تنظيم داعش الإرهابي يقع على الدول الفقيرة أو المدن والقرى الصغيرة... وخاصة على المساجد وأماكن العبادة. السؤال الذي نطرحه:
«هل بالفعل أن تنظيم داعش الذي يدعي الإسلام هو أكبر أعداء الاسلام والمسلمين؟».