جاسر عبدالعزيز الجاسر
جرت محاولة اختراق الحدود السعودية من قِبل قوات علي عبد الله صالح، وإطلاق صاروخ (اسكود) باتجاه مدينة خميس مشيط، أسقطته وسائل الدفاع الجوي، ومحاولة اختراق منطقة حدود أخرى في منطقة أخرى، وكلتاهما أُحبطت بعد تكبيد قوات العدو خسائر كبيرة جداً.
كذلك جرت محاولة اختراق صباح يوم الجمعة، قامت بها ما يسمونها في اليمن (قوات النخبة)، وهي عناصر منتقاة من الحرس الجمهوري الذي (رباه) علي صالح وابنه أحمد على الطاعة والولاء التام لعلي صالح، وجهَّزاه بأفضل الأسلحة، ومنحا أفراده مزايا تفوق ما يحصل عليه كبار الموظفين اليمنيين.
المحاولة أُحبطت ومُني الأعداء بخسائر كبيرة، بلغت عشرات القتلى، وتناثرت جثثهم في الوديان والهضاب في المنطقة الفاصلة بين الحدود، ولا تزال تلك الجثث رغم كثرتها موجودة لعدم قدرة المهاجمين على إخلائها.
محاولات اختراق الحدود السعودية وإطلاق صواريخ اسكود، وبغض النظر عن قدرة هؤلاء الأعداء الذين ينفذون ما يصدر لهم من تعليمات من طهران لإشغال الدول العربية المحورية، ومع تأكيد جاهزية القوات السعودية على دحر هؤلاء، إلا أنه يجب التأكيد والتنبيه لمن يسعون إلى لعب دور، عبر استضافتهم لقاءات واجتماعات مشبوهة، أن الأراضي السعودية أراض مقدسة، لا تسمح قيادة المملكة ولا شعبها بأن تكون ضمن دائرة المزايدات ولعب أدوار مشبوهة.. والتخفي خلف السعي إلى تنظيم عمليات الإغاثة وتحقيق المصالحة بين الأطراف اليمنية لن يكون أبداً على حساب أمن السعودية ومصالحها؛ ولهذا فإن التصعيد الذي تمارسه قوات المخلوع علي عبد الله صالح والحوثيون متشجعين بتدخل أطراف للعب أدوار تفاوضية يؤكد لهؤلاء الذين يتاجرون بقضايا مهمة وحساسة لدول إقليمية كبرى أنهم لم يحسنوا القيام بدورهم؛ فعملاء إيران من الحوثيين والمخلوع علي عبد الله صالح لا تنحصر أهدافهم في سرقة ثورة الشعب اليمني والانقلاب على الشرعية في اليمن، بل يتعدى ذلك إلى الاعتداء على المملكة العربية السعودية تنفيذاً لاستراتيجية ورثة خميني بإشغال الدول العربية المحورية وإسقاطها (معاذ الله) لاستكمال إقامة الإمبراطورية الصفوية. فهدفهم صنع الفوضى وتدمير استقرار وأمن الدول العربية لإتاحة المجال للمليشيات الطائفية للعمل للحلول مقام الأنظمة الشرعية، وربط البلدان العربية التي تسودها الفوضى بنظام ملالي طهران، وهو ما نشهده في لبنان وسوريا والعراق، وما يسعون إلى تحقيقه في اليمن وتحويله إلى بؤرة لتهديد المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربية.
وما يهمنا هنا هو تحصين بلادنا، والحفاظ على مكتسباتنا الوطنية؛ ولذلك نكرر تأكيدنا أن طرح المبادرات المشبوهة والتلكؤ عن تنفيذ قرار مجلس الأمن ذي الرقم 2216 هما اللذان يشجعان المخلوع علي عبد الله صالح والحوثيين على محاولة اختراق الأراضي السعودية وتهديد أمنها بإطلاق الصواريخ على مدنها؛ ولهذا وبالفم المليان نؤكد أننا غير ملزمين بأي مباحثات ولقاءات مشبوهة ما لم يتم تنفيذ بنود قرار مجلس الأمن ذي الرقم 2216، وأولها تسليم الأسلحة المنهوبة، وتسليم السلطة الشرعية، والخروج من المدن اليمنية.
وإذا لم يتم نزع سلاح المخلوع علي صالح والحوثيين فلن نأمن شر عملاء نظام ملالي إيران. فتحصين بلادنا المملكة العربية السعودية قبل كل شيء، ولا يهمنا ما يبحثه مَنْ يبحثون عن أدوار.. والذين يدافعون عن بلادهم يعرفون ما يفعلون مع مليشيات لا تؤمن بغير القوة.