د. أحمد الفراج
خلال الأزمات والحروب، لا شيء يعلو على التعبئة المعنوية، فهي أحد أقوى الأسلحة وأشدها فتكاً، وقد فوجئنا جميعاً في فجر الأحد الماضي بزيارة سمو وزير الحرس الوطني لأبطال الوطن المرابطين على حدود الوطن الجنوبية، وذلك بتوجيه من القائد الأعلى لكافة القوات المسلحة، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ويعلم هؤلاء الأبطال أنهم في قلب كل مواطن، فهم بعيدون عن منازلهم، وأسرهم، يتحمّلون الحر والقر، ويتخطفهم الخطر في كل لحظة، في الوقت الذي يجلس الواحد منا آمناً مطمئناً بين أسرته، ولا أعتقد أن كلمات الشكر تكفي لهؤلاء الأبطال، إذ كما قال الأمير متعب: «إن حياتي ليست بأغلى من حياتهم»، وقد كانت فرحة أبطال الوطن بقائدهم كبيرة، رسمتها الصور التي تناقلتها وسائل الإعلام بكل أشكالها، وعبّر عنها كثير منهم، كما كانت الفرحة غامرة لدى المواطنين، وقد عبّروا عن ذلك من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، ففي مثل هذه الظروف تكون الحاجة ماسة لمثل هذا الدفع المعنوي.
وحتى تعرف نعمة الأمن، عليك أن تنظر حولك، فهنا سوريا، وهناك ليبيا، وبينهما اليمن، فقد تسلطت عصابات التطرف الديني، وخوارج العصر على هذه البلدان، تحت مسمى التثوير العربي البائس، والذي لم يكن إلا جزءاً من مشروع تمزيق العالم العربي، وتقسيمه على أسس طائفية وعرقية، حتى يكون هناك دويلات تشبه دولة إسرائيل، وبالتالي لا تصبح إسرائيل نبتة غريبة في وسط هذا العالم المنكوب، ومن كان يصدق أن هذا المشروع « التدميري» الذي اقترحته عصابة المحافظين الجدد، بزعامة ديك تشيني، ودونالد رامسفيلد، وأمير الظلام ريتشارد بيرل، وبول وولفوتز، قبل سنوات طويلة، سيصبح واقعاً ملموساً الآن، ولذا فإننا ملزمون بأخذ العبر مما يجري حولنا، وهذا يعني ألا تعطى الفرصة لأي كان من الانتهازيين والناعقين والعملاء، وأن نقف صفاً واحداً خلف قواتنا الباسلة، والتي رأينا بعض أبطالها، أثناء زيارة سمو وزير الحرس الوطني لهم قبل أيام.
إن مما يبعث على الاطمئنان هو أن لدينا قوات الحرس الوطني، والتي كان لها دور كبير في حفظ أمن الوطن على مدى سنوات طويلة، وعلى رأس هذا الجهاز يقف أبرز الذين أسهموا في تطوير هذا الجهاز على مدى عقود، الأمير، والعسكري المحترف، متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز، وهناك قوات أمننا الباسلة، ومن ضمنها قوات حرس الحدود، بقيادة رجل الأمن الأول، ولي العهد، ووزير الداخلية، الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، وأيضاً جيش قوي، تم بناؤه على مدى عقود، يقوده اليوم ولي ولي العهد، الأمير الشاب محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، والحرس الوطني وقوات الأمن والجيش هم القلب والروح لهذا الوطن الشامخ، بقيادة القائد الأعلى لكافة القوات المسلحة، الملك سلمان بن عبدالعزيز، وللعلم فإنه يوجد في كل دول العالم، بما في ذلك الإمبراطورية الأمريكية، قوات حرس وطني (الناشونال قارد)، وجيش (الآرمي)، وقوات أمن، ووتظافر جهود هذه القوات لتكون صمام الأمان لأمن البلاد، وثمة نقطة أخيرة، وهي أن بعض وسائل الإعلام الخارجية تسرّب، بين الحين والآخر، تشويشات، يكون مصدرها مجالس النميمة، والعملاء، بخصوص قواتنا العسكرية الباسلة بكل تشكيلاتها، وعلاقة بعضها ببعض، ولا يعلم هؤلاء أنه عندما يتعلق الأمر بالأمن الوطني فإن هناك أمر واحد مؤكد، وهو: «أن كل هذه القوات العسكرية، على اختلاف قياداتها، تعمل جنباً إلى جنب لحماية الوطن ومقدساته ومقدراته، وما عدا ذلك فهو تفصيلات مضللة، يروّجها الأعداء بغرض التشويش، فاللهم احم هذا الوطن الشامخ من كيد الأعداء في الداخل والخارج.