سعد بن عبدالقادر القويعي
تؤكد الدراسات العلمية، والوقائع على المشهد السياسي، أنه بالرغم من أن تنظيم داعش سنِّي المذهب، إلا أن إيران تدعم ميليشيات، وتنظيمات شيعية، يصل عددها إلى أكثر من «100» فصيل في سوريا، والعراق، لا تقل انتهاكاتها، وجرائمها فظاعة عما يقوم به تنظيم داعش.
وقد شدد - المرجع الشيعي السابق والمستشار الحالي للأمين العام لرابطة العالم الإسلامي - حسين المؤيد، على أن : « صنوفاً، وألواناً من الإرهاب، إن لم تفق على صنوف الإرهاب الذي تقوم به تنظيمات، وعصابات محسوبة على أهل السنّة، فلا تقل عنه تصدر من تنظيمات، وعصابات صفوية، ترتبط - غالباً - بالنظام الإيراني، وتنهج نهجاً طائفياً مغرقاً في الطائفية، يتغاضى عنها المجتمع الدولي، ولا تتطرق إليها الأوساط السياسية، والإعلامية، وحتى الثقافية بشكل جاد، وفاعل بحجمها «.
تحولت الميليشيات الشيعية إلى ميليشيات عسكرية منظمة، ترعاها الحكومة الإيرانية؛ لتكون بؤرة خبيثة، تمتد من العراق، وسوريا إلى بقية الدول؛ مما جعلها تشكل إرهاب دولة بامتياز، تأتمر بأمرها، وتستنير برأي - المرشد الإيراني الأعلى - علي خامنئي - قبل أيام -، حول اعتبار قتلى الميليشيات الإيرانية في سوريا، والعراق بأنهم : « مجاهدون، وشهداء «، مؤكدا أن ما وصفهم بـ « مدافعي حرم أهل البيت «، حسب الأدبيات الإيرانية : « لهم أجران : الهجرة، والجهاد «؛ - وفي تقديري - أن إصدار هكذا فتوى، إنما يهدف إلى أن توزيع القومية الإيرانية عبر تصدير ثورتها، ومن ثم تمددها صفويا عبر ميليشيات موالية لها في الوطن العربي.
عشرات الميليشيات المتشبعة بالتكفير، والطائفية، والعنصرية تخرجت من الحوزات الإيرانية، وباتت تتخذ أنماطا، تشكل تحديا سافرا للأمن، والاستقرار، والسلام في المنطقة، كان من أبرزها في العراق : منظمة بدر، وعصائب أهل الحق، وكتائب الإمام علي، وأبو الفضل العباس، والخراساني، وحزب الله العراقي، وغيرها كثير، أو ما مجموعه «32» ميليشيا تمول، وتدرب، وتسلح، وتوجه من إيران.
وفي المقابل، ينقل - الدكتور - عبدالله العسكر، بأن من أشهر الجيوش الشيعية، التي تقاتل إلى جانب الأسد جيش حزب الله اللبناني، الذي يعتبر المعركة في سوريا معركة مصير، وبقاء.. وتُعد كتائب حزب الله، ومقاتلو حركة حزب الله النجباء، ومقاتلو حركة أمل العمود الفقري لجيش حزب الله اللبناني المقاتل في سوريا. - وكذلك - لواء أبو الفضل العباس، وهو فرقة عراقية عالية التدريب، والتسليح، حيث استقطب مقاتلين عراقيين من فصائل عراقية متشددة، مثل : عصائب أهل الحق « محمد طبطبائي «، وجيش المهدي. ويشكل لواء عمار بن ياسر، وقوات - الشهيد - محمد باقر الصدر، وكتائب سيد الشهداء جماعات قتالية عراقية، تمتلك أسلحة محمولة، وتقوم بشن هجمات على مقاتلي الجماعات السنية. أما سرايا طليعة الخرساني، فهي جماعات إيرانية متشددة، تتركز في الأرياف السورية، وحول ضريح - السيدة - زينب، وفي منطقة القامشلي. أما لواء الحمد، - وصنوه - لواء ذو الفقار - العراقيان -، فيرتكزان في جنوب دمشق. بينما يأتي مقاتلو كتائب موسى الكاظم العراقي في الصفوف الخلفية، ويشترك مع مقاتلي حزب الله اللبناني. أما لواء الأفغان، والباكستانيين، والأفارقة الشيعية، فيتوزع أفرادها على الجماعات الشيعية العراقية، وهذا اللواء يشكل بداية دخول الشيعة من غير العرب للأراضي السورية. أما المقاتلون الحوثيون من اليمن، وبعض الجهاديين الشيعة من البحرين، فيشكلون عددا لا بأس به؛ لكنهم يفتقرون إلى الخبرة العسكرية، وهم ينشطون في - مدينتي - حمص، وحلب.
ما يحدث مع الإرهاب الإيراني - اليوم -، هو مزيد من الحرب على النتائج مع تجاهل الأسباب؛ - ولذا - فإن الميليشيات المؤتمرة بأوامر إيران، إنما تنفذ أجندات إيرانية؛ مما جعل المشروع الإيراني الطائفي، ينعكس في تحريك النزعة المذهبية، والمقابلة ضمن معادلة التطرف، والتطرف المضاد، فكانت الحكومة الإيرانية مسؤولة في المقام الأول عن جرائم ضد الإنسانية، والعمل على إحداث تغيير ديموغرافي في كل من العراق، وسوريا، ولبنان، واليمن، بعد أن صنعت دوائر احتراب داخلها، والمنتجة إلى نشر الفوضى في المنطقة، وذلك عبر إسقاط تلك الدول، وذلك من خلال إضعاف أنظمتها؛ ليسهل الاستيلاء عليها؛ وليكتمل فصول تحالف الغدر الإيراني، والذي يهدف باختصار إلى تقويض أي محاولة؛ لاستعادة الأكثرية السنية لمكانتها التاريخية في المنطقة.