موضي الزهراني
عندما حذرت وزارة الداخلية في حسابها على التويتر من عدم التعاطف مع الحملات المختلفة لجمع التبرعات والزكوات والصدقات من دون ترخيص رسمي، والانسياق لدعم تلك المصادر من دون التحقق من مصداقيتها التي قد تدعم الإرهاب بشكل مخفي وملتو، فإن هذا التحذير لم ينطلق من فراغ، خاصة بعد كشف حقيقة كثير من القائمين على تلك الحملات الإنسانية في مظهرها، واللاإنسانية في مخبرها، وما سببته للوطن من خسائر بشرية ومادية بسبب عمليات الإرهاب التي تمولها كثير من هذه الحملات! وجميعنا يلاحظ كثيراً من رسائل الجوال، واللافتات عند بعض المساجد، أو على حسابات معينة في مواقع التواصل، أو في مداخل بعض المراكز التجارية وهي تحمل شعارات مختلفة كمثال: «اطعم الجائع، وارحم الفقير، وساند المسكين، والمسلم أخ المسلم في السراء والضراء، وارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء، تبرع ما تجود به يداك! « وغيرها من الشعارات المؤثرة عاجلاً في القلوب الطيبة والرحيمة من الأغلبية وخاصة في هذا الشهر الكريم الذي يستغله الجميع في إخراج الزكاة، والتصدق من طيب ما لهم، والبحث عن الفقراء والمساكين، ولكن للأسف قد يصعب على الكثير التحقق من مصداقية تلك الرسائل، أو تلك الحملات من خلال بعض المواقع، فيتفاعل ويقدم ما تجود به يداه من دون تأنٍ أو تثبت، فيكون مساهماً في دعم جهات مشبوهة من دون قصد، ومساهماً في تمويل جريمة الإرهاب ضد وطنه دون تثبت! لذا فإن تحذيرات ومتابعة وزارة الداخلية باعتبارها الجهة الأعلى أمنياً في وطننا، تتطلب من الجميع مواطنين ومقيمين مساندتها والتجاوب مع تحذيراتها من قلب، لأن من أهدافها الأساسية بقيادة ولي العهد سمو الأمير محمد بن نايف - حفظه الله - هو الحفاظ على أمن الوطن، وأمان المواطنين في جميع مناطق المملكة، وإلا سيُعرض نفسه للعقوبة التي نصت على: (الحجز التحفظي على أي حساب بنكي يدعم هذه الحسابات، والإبعاد خارج المملكة لغير السعوديين). ولكن هناك طرقاً أخرى لتمويل الإرهاب، وواضحة أمامنا أريد الإشارة إليها، وتحتاج لإجراءات صارمة من وزارة الداخلية للحد من انتشارها في مختلف المناطق، وذلك لانتشارها بشكل قوي في هذا الشهر الفضيل وهي (ظاهرة التسول) والتي أراها بعد متابعتي لحالات متسولات عن قرب من واقع مسؤوليتي الوظيفية، بأنها من أخطر المصادر لتمويل الإرهاب، لأنها تجمع ما تريد من خلال الشخصيات النسائية المختفية تحت العباءة وهيحمل طفلاً رضيعاً تدور به من شارع إلى آخر غير عابئة حتى بالقبض عليها! وذلك لعدم تنفيذ العقوبات الصارمة بحقها، فالتسول لا بد من تجريمه لأن انتشاره ليس بسبب الفقر كما يعتقد الكثير منكم، بل لأسباب أعمق من ذلك ولن يكتشفها إلا من يتعايش فعلاً وجهاً لوجه مع المتسولات اللاتي لا ينتمي أكثرهن للبلد بصلة، إلى جانب المتسللين للأراضي السعودية ويتنكرون بالعباءة لاستجداء عطف المصلين عند المساجد، والمتسوقات في المراكز التجاريه! فالتسول لا يقل خطورة عن جمع التبرعات من خلال مواقع التواصل، أو من خلال الحسابات المشبوهة، أو من خلال المحاضرات، والدروس الدينية في المساجد، فالطرق مختلفة ما بين مكشوف ومستتر لتمويل الإرهاب للأسف الشديد، وتمويل عمليات أخرى مشبوهة وتلحق الأذى بأمن الوطن، وخاصة المخدرات والمتاجرة بالأعراض عند ذوي النفوس الضعيفة، وتحتاج لتضافر الجهود وتعاون المواطنين مع كل توجيهات وتحذيرات وزارة الداخلية بعيداً عن التعاطف السلبي والفهم الخاطئ لمعنى التكاتف والتراحم الذي أوصانا به ديننا الإسلامي.