محمد عبد الرزاق القشعمي
بثقة بالغة وقدرة عالية على المنافسة الشريفة يصل الشاعر الشاب حيدر العبدالله إلى إمارة الشعر، ففي موسمها السادس لهذا العام 2015م يرتقي شاعرنا سلم المجد الشعري رغم صغر سنه - فهو بشهادة الجميع أصغر المتسابقين سناً، إذ هو بالعشرين أو تزيد قليلاً - ورغم تزامنه مع تفجير إرهابي جبان في بلدة القديح بالقطيف حصد أرواح وأصاب الكثير من الأبرياء في مسجد الإمام علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- أثناء صلاة الجمعة قد أصاب شاعرنا ألم بالغ شل تفكيره وقدرته على الكتابة، ومع ذلك فقد كتب متأثراً بالحادثة:
على قلب القديح وضعت قلبي
فنام دمي على دمها المحب
ملائكة مع الصلوات طارت
وطار الناس سرباً بعد سرب
ومع ذلك خاض شاعرنا غمار المنافسة بكل ثقة واقتدار، ونحت القصائد التي تليق بالمناسبة، واستطاع الوصول إلى القمة رغم قلة المناصرين والمشجعين إلا بعدد محدود من أصدقائه أبناء الأحساء وبلديتها.
نبارك لشاعرنا الشاب حصوله على جائزة أمير الشعراء، فحق لنا أن نفخر بهذه النبتة الأصيلة التي طلعت بين أشجار النخيل وأينعت ووصلت إلى المستوى الرفيع والمشرف، وذلك بجهوده الشخصية دون تدخل من أي مؤسسة رسمية، فقد فوجئت قبل سنتين بهذا الشاب يعتلي منبر سوق عكاظ في حفل افتتاحه بتاريخ 4 ذي القعدة 1434هـ وإذا هو بالمفاجأة الحقيقية الذي أهداه عكاظ للوطن وهو الشاعر الشاب حيدر العبدالله، فاتصلت بمدير ومسؤولي جمعية الثقافة والفنون بالأحساء وسألتهم فقالوا لأول مرة نسمع به. وسألت النادي الأدبي فلم أجد لديهم أي علم عنه، فمثل هذا وغيره ألا يستحق الاحتضان والاحتفاء والصقل والتوجيه وإتاحة الفرصة له للرقي إلى الأعلى وتمثيل المملكة في المهرجانات الثقافية وغيرها. ألا تلام مثل هذه المؤسسات ومركز الملك عبدالعزيز لرعاية الموهوبين على عدم اكتشاف مثل هذه البراعم الواعدة وإتاحة الفرصة المناسبة لها. لقد كتبت مقالاً في جريدة عكاظ العدد 17199 بتاريخ 22-11-1434هـ تحت عنوان: (في عكاظ.. تتفتح الزهور) وقلت إن الأيام كفيلة بالمزيد من المبدعين، وقد بحثت بعد ذلك في الصحافة عن تغطية للمناسبة أو نشر لنص القصيدة فلم أجدها.
وحاولت أن أقرأ عن حيدر أي مقابلة أو مقال فلم أجد سوى مقال للدكتور علي الموسى في جريدة الوطن يشيد بالشاب (الفجأة) الذي نبت بين نخيل الأحساء واختتم مقاله بيت من قصيدة الشاعر الشاب:
(وطن كالقمح إن أعطيته.. نية الفلاح أعطاك غلاله) لا أنسى أن أشكر القناة الثقافية ممثلة بمديرها الشاب النابه الأستاذ عبدالعزيز العيد في احتفائه بشاعرنا وتخصيص حلقة مميزة عنه مساء الأحد 13 شعبان 1436هـ، وقبل ذلك متابعتها بنقل بعض حلقات المسابقة عند إقامتها في أبوظبي بدولة الإمارات العربية الشقيقة شكراً لشاعرنا المبدع وتهنئة من القلب ولننتظر مزيداً من مفاجآت شبابنا وإنا لمنتظرون.