د.عبدالعزيز العمر
اتخذت بعض القيادات التنفيذية العلياء مؤخراً قرارات تصحيحية بناءً على ما كشفته وسائل التواصل الاجتماعي من فيديوهات أظهرت للناس بعض جوانب القصور المؤسسي، وتحديداً في لغة الحوار والتعامل الذي مارسة بعض المسؤولين. ورغم عدم استبعاد عامل (المكيدة والانتقام) وراء هذه الفيديوهات المنتشرة، إلا أنها كانت كافية لبدء عمليات تحقق وتقصٍّ أثمرت عن عمليات تصحيحية لصور متعددة من مظاهر الخلل المؤسسي.
لكن ماذا لو نقلنا التصوير بالفيديو إلى التعليم؟ وتحديداً الى داخل الفصول، هل ستنكشف لنا حينها بلاوي؟. في هذا الشأن أذكر أن مشرفاً تربوياً دخل فصل أحد المعلمين بصورة مفاجئة في إحدى القرى ووجده يحلق ذقنه في الصف الأخير داخل الفصل، وذكر لي مسؤول تعليمي سابق أنّ أحد المعلمين دخل فصله وأمضى كامل وقت الدرس في برمجة جوالة. وقد يكون ما خفي أعظم، خصوصاً فيما يتعلق بضعف أداء المعلم أو الإساءة اللفظية والجسدية للطلاب. الفكرة هنا باختصار هي وضع كاميرة تصوير داخل كل غرفة فصل لتعمل على مدار اليوم الدراسي وطوال العام الدراسي، وذلك بمعرفة المعلمين أنفسهم، ويمكن للمشرفين التربويين استخدام عينات عشوائية من هذه الفيديوهات لتقييم مستوى أداء المعلم بدلاً من الزيارات الخاطفة المرتجلة التي يقوم بها المشرفون التربويون لتقييم أداء المعلمين. سبق أن تناولت هذا الموضوع وذكرت أن الفكرة مطبقة في بعض الأماكن خارج المملكة، من المؤكد أن مشاكل الطلاب السلوكية ستختفي بوجود الكاميرات. الفكرة هنا ليست التجسس على المعلمين بقدر ما هي التعرف على أوجه القصور في أدائهم ومساعدتهم في التغلب عليها.