د.دلال بنت مخلد الحربي
تشكل الانتخابات البلدية القادمة والمقرر البدء بأول مراحلها في 7 ذي القعدة 1436هـ من قيد الناخبين ثم تسجيل المرشحين والاقتراع, وانتهاء بخاتمتها وهو إعلان النتائج في 2 ربيع الأول 1437هـ منعطفا مهما لأسباب عديدة منها:
أولاً: إن فيها توسيعا للمشاركة المجتمعية لأطياف عديدة من المجتمع ابتداء بالسن والعدد.
وثانيها: إن هذه المشاركة تطلبت نظاما يحدد أطرها ويفصل في شئونها فكان نظام المجالس البلدية.
وثالثها: أنها عدلت بمشاركة المرأة في التصويت والترشح, وهي بذلك تعزز دور المواطنين نساءً ورجالاً وتضمن مساهمتهم في عملية التنمية المحلية والتأثير فيها.
ولإنجاح التجربة اهتمت وزارة الشئون البلدية والقروية بالأمر ووضعت له الكثير من البرامج التوعوية وانعكس هذا الاهتمام في شكل مطبوعات ولقاءات وإعلانات في أكثر من اتجاه كما انعكس قرار مشاركة المرأة على بعض من مؤسسات المجتمع المدني فبادر بعض منها إلى اتخاذ خطوات تهيئة لعل من أبرزها ما قامت به جمعية النهضة النسائية في مشروع وطني كبير يهدف إلى إنشاء منصة لتلاقي ولتعزيز مشاركته في الانتخابات من خلال تنظيم ورش عمل توعوية بالانتخابات وتثقيف الناخبات بأهمية المشاركة المجتمعية.
وقد تم تنفيذ المشروع برعاية من مؤسسة الملك خالد الخيرية تحت شعار «صوتك يِفْرِق في تطوير الوطن, دعيه يصل لأبعد مدى». ونفذت هذه الورش من خلال مدربات مؤهلات وبمهنية عالية وعقدت لأجلها في أماكن متفرقة خارج الجمعية وداخلها لتغطية وإفادة اكبر عدد ممكن من النساء المواطنات.
وغطى البرنامج محاور عديدة منها ما يتصل بالمجلس البلدي من حيث تكوينه وصلاحياته ووظائفه وعلى تفعيل المواطنة في الانتخابات وحمل هذا المحور تعريفاً للمواطنة الفاعلة وفوائد المشاركة في المجتمع المحلي والمشاركة من خلال الانتخاب ومحور آخر هدف إلى إكساب المستفيدات من البرنامج مهارات الانتخاب.
ومما لا شك فيه أن توجه جمعية النهضة هو حلقة من حلقاتها المستمرة لدعم وتثقيف المرأة واستكمالاً لجهود الدولة في استنهاض قدرات النساء وتحويلها إلى قوة مجتمعية يمكن الاستفادة منها.
والأمل يحدونا جميعاً أن تتيح مشاركة النساء (تصويتاً وترشحاً) في المجالس البلدية القادمة الاقتراب فعلياً من حاجات المواطنين ومن نسج حالة تواصل وحوار مجتمعي قائم على مبدأ المشاركة والإسهام والعمل الفاعل لصالح الوطن والارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة للمواطن.