فهد بن جليد
حتى تعرف أن ( تويتر ) قائم على (اللقافة) والفضول، وأن المُحرك الرئيس لمعظم ما يتم في وسائل التواصل الاجتماعي هو (التطفل) وليس (التعبير)، انظر لقصة مبتورة، أو حديث غامض؟!.
عليك تحمُّل كل ما ستقرأ (شتماً، ووصفاً، ولمزاً)، وانظر لعدد المُتطفلين والمتبرعين بكيل (التهم)، ومنح الألقاب المجانية، ممن جعلوا تويتر (ساحة) لمعركة (تضاد الأفكار) لا (تعايشها)، على طريقة إن لم تكن معي فأنت ضدي!. مازلنا نُطالب بتطوير (لغتنا التعبيرية) في وسائل التواصل الاجتماعي، خصوصاً وأننا من أكثر الجنسيات العربية التي تتواجد وتتفاعل مع هذه الوسائل، ولد (تويتر عربياً) العام 2012م، بعد نحو 5 سنوات من ولادته العالمية، معظم شبابنا اليوم يتعاطون مع وسائل التواصل الاجتماعي على (الاجتهاد)، و (الأعراف الإلكترونية )، مُعتمدين على مبدأ تجربة الصح والخطأ، لأنهم لم يجدوا جهة واضحة انبرت لتوجيههم، أو تعليمهم، أو تحصينهم لتوضيح بعض مفاهيم التفاعل (الصحيحة والخطرة)!.
اليوم نحن نجني أثر ترك شبابنا (6 سنوات) يتعاطون مع وسائل التواصل الاجتماعي دون (تحصين)، وهو بالمناسبة يختلف عن (المنع) و (الحجب)، ليبقعوا فريسة أفكار هدامة وشريرة، من بعض الذين يستغلون أن الشاب السعودي يتعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي على اعتبار أنها مُتنفس لتجاوز (الخطوط الحمراء) في الواقع؟!.
فما هو ممنوع في الشارع والبيت، يمكن الوصول إليه، والتعرف عليه عبر هذه الوسائل، وهنا يكمن الخطر في مفهوم (العزل) للشاب، ليبدأ التصفح الخفي، بعيداً عن أنظار بقية أفراد العائلة، وهذا المفهوم قد يقود للتأثر ببعض الأفكار أو الرؤى الدخيلة علينا!.
يجب أن يكون من ضمن مناهجنا التعليمية، دروس عملية يتعلم خلالها طلابنا وطالباتنا، شيء عن كيفية التصفح السليم، و التعبير الآمن، عبر (التحصين) لأنه أهم من (الحجب والمنع)!
أحد المواقع الأمريكية ابتكر طريقة جديدة لجذب الانتباه إليه، عبر السماح ( لشخص واحد) فقط حول العالم، بتصفحه لمدة 60 ثانية، قبل أن ينتقل للذي يليه..!. هناك ( الآلاف ) في قائمة الانتظار لدخول الموقع، فقط لمعرفة ما فيه؟!.
أخبرتكم أعلاه أن (الفضول, والتطفل، واللقافة) هي محركات رئيسية للتصفح؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.