د. عبدالرحمن الشلاش
في رسالة موجهة للمواطنين السعوديين والمقيمين على أرض المملكة العربية السعودية من غر السعوديين جددت وزارة الداخلية تحذيرها من تعاطف أي مواطن وأي مقيم مع المتسولين وعدم تقديم أي مساعدة لهم خوفا من استغلال هذا الأمر في دعم أي جماعات مشبوهة من خلال ما يتلقونه من أموال، وأكدت الوزارة أن من سيتم القبض عليه متسولا ستطبق التعليمات بحقه وسيرحل أيا كانت جنسيته.
وزارة الداخلية جددت تحذيرها مما يدل على أن لديها إثباتات على تورط بعض المتسولين إن لم يكن معظمهم في أعمال مشبوهة ولصالح جماعات، وهذه الجماعات قد يفهم أنها تمتهن النصب والاحتيال لكن الأقرب أن هناك من يجمع عن طريق التسول أموالا لدعم جماعات إرهابية مثل داعش، فمن المعروف عن التنظيمات الإرهابية أنها تعتمد في تمويلها على مصادر متعددة منها ما تتلقاه من المؤيدين لها والمتعاطفين معها في بعض الدول ومنها ما تحصل عليه من خلال استيلائها على بعض القرى والمدن أو أسلحة وعتاد وأموال الجماعات المهزومة أمامها، ومن أهم المصادر ما يصلها من عملائها ومن تجندهم للحصول على الأموال تحت غطاء التسول، فأكثر الناس هنا في المملكة وبنوايا طيبة يدفعون أموالا لمتسولين على شكل صدقات أو من زكاة المال ولا يدققون حتى انتشر التسول في كل مكان. في المساجد وفي مقدمتها الحرمين الشريفين وعند إشارات المرور وبالقرب من البنوك وأجهزة الصرف الآلي، وفي داخل وخارج الأسواق التجارية تجدهم جماعات وفرادى معظمهم يرتدون العبايات النسائية ومنهم رجال تم القبض عليهم يلبسون عبايات النساء والقفازات ويحملون الأطفال لكسب مزيد من التعاطف يجلسون في الشمس أوقاتا طويلة لجمع الأموال وقد رأيت بنفسي كثيرين يدفعون لهم الأموال، وللأسف لا تدري أين تذهب تلك الأموال الطائلة وكأنها سترتد لصدور من دفعوها إذ لا تستبعد أن يكون أي من المتسولين المتخفين بأزياء النساء من مجندي داعش. الدواعش الخوارج لا يتورعون عن القيام بأي عمل يحقق لهم أهدافهم حتى ولو كانت الوسيلة سرقة الأموال أو السطو المسلح ناهيك أن تتاح لهم فرصة جمع الأموال عن طريق التسول فلن يفوتوها.
عانت المملكة الأمرين في فترات سابقة حين ظهرت جماعات تحت مسميات «خيرية» أتضح فيما بعد أنها تجمع التبرعات لجهات مشبوهة ولأعمال غير مشروعة وتصل بعض تلك الأموال لجماعات إرهابية مثل القاعدة، وتحت مسميات الجهاد الكاذبة ظهرت جماعات إرهابية في طليعتها حاليا داعش وهي الجماعة الأكثر دموية ووحشية لقاء جرائمها البشعة في حق الأبرياء، لذلك أكثر ما نخشاه انطلاقا من تحذير وزارة الداخلية أن تكون داعش قد وظفت مجنديها ومجنداتها في التسول للحصول على الأموال ونكون مرة أخرى قد دعمنا الإرهاب من حيث لا نعلم، وبطيبتنا وحسن نوايانا ندعم من يريد قتلنا والفتك بنا، أو ندعم أعمالا غير مشروعة لا نعلم عنها شيئا!
نحن حاليا بحاجة لرفع مستوى الوعي بعدم دعم أي محتاج إلا تحت مظلة رسمية وبإشراف مباشر من الدولة عبر الجمعيات الخيرية المرخصة، وبحاجة لتطبيق النظام الصارم على أي ممتهن للتسول الذي شوه صورة الوطن.