صالح بن حمود القاران
كل نفس ذائقه الموت وكل من على الأرض زائل لا محالة ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام ونحمد الله تعالى على القضاء والقدر خيره وشره .. فبقلوب ملؤها الحزن والأسى يعصرها الألم نعت بلادنا والعالم أجمع واحداً من أقوى رجال الدبلوماسية العالمية، ذلكم هو صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن فيصل بن عبد العزيز آل سعود - طيّب الله ثراه - وزير الدولة وعضو مجلس الوزراء والمستشار والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، أمد الله في عمره وأسبغ على مقامه الكريم موفور الصحة والعافية .. فقد رحل صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل - رحمه الله - بعد حياه أفناها في طاعة الله ثم خدمة ملوك هذه البلاد الذين عاصرهم وخدمة الوطن والقضايا العربية والإسلامية والإنسانية، وكان رحمه الله مثالاً يحتذى به في السياسة والدبلوماسية، لما كان يتمتع به من حكمة وحنكة ورؤى ثاقبة، سخرها سموه غفر الله له إن شاء الله في نصرة الدين ثم خدمة بلاده والعروبة والإسلام، في ظل التحديات والمتغيرات والظروف العصيبة التي تمر بها الأوطان العربية والإسلامية، وتأتي في مقدمتها قضية العرب والمسلمين الأولى ( فلسطين ) والتي أولاها سموه - رحمه الله - جل الرعاية والاهتمام والتي تأتي في إطار الاهتمام الذي تلقاه هذه القضية من لدن قادة هذه البلاد منذ عهد المؤسس الأول لهذا الكيان العظيم جلالة المغفور له بإذن الله الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود - طيب الله ثراه -، ثم سار أبناؤه البررة الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد وعبد الله يرحمهم الله جميعاً، حتى عهدنا الزاهر بقيادة الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله ورعاه -، الذي أولى هذه القضية جل الاهتمام والرعاية في ظل الدعم اللامحدود الذي يوليه - أيّده الله - لقضية العرب والمسلمين .. فهؤلاء الملوك جميعهم هم من سخروا حياتهم ومقدرات بلادهم للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني الشقيق، وهم الذين ناصروا هذه القضية منذ الأزل في المحافل والمؤتمرات الإقليمية والدولية، ناهيكم عن الدعم المالي الرسمي والشعبي لقادة هذه البلاد وأهلها والذي انفردت به المملكة العربية السعودية دون غيرها من دول العالم، إلى جانب ما قامت وتقوم به بلادنا من خلال قادتها الأوفياء الحكماء الأمناء من دعم ومؤازرة للقضايا العربية والإسلامية سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وصحاً وأعمال إنسانية لا حصر لها، وكان صاحب السمو الملكي المغفور له بإذن الله الأمير سعود الفيصل رحمه الله، الدينمو المتحرك للقيام في هذه الجهود والأعمال المباركة بتوجيه سام كريم من قادة هذه البلاد في ظل ما عرف عنه من إخلاص وتفان في العمل الدبلوماسي، وكان يرحمه الله سرعان ما يغضب عندما يرى أن ظلماً أو تحدياً أو قهراً قد وقع على بلد أو شعب عربي أو مسلم، وتجده يبذل قصارى جهده ووقته وراحته حيال إزالة ذلك الظلم والوقوف ضده بكل عزيمة وحزم، وتراه يواصل اتصالاته التشاورية ليل نهار مع قادة دول العالم، في سبيل رفع الظلم والتحدي عن كل من لا حول ولا قوة له من دولنا العربية والإسلامية على امتداد المعمورة، فكان بقاء سموه خارج الوطن أكثر من وجوده فيه، كل ذلك من أجل نصرة القضايا العربية والإسلامية، حتى في أيام مرضه رحمه الله تراه يتنقل بين العواصم العربية والعالمية للبحث في كل ما يعود عليها بالأمن والاستقرار .. فقد غاب قاهر أعداء العروبة والإسلام وناصر المظلوم ومغيث الملهوف صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن فيصل بن عبد العزيز آل سعود - طيب الله ثراه - وزير الدولة وعضو مجلس الوزراء والمستشار والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، مستمداً العون والتوفيق من الباري جلت قدرته .. ونحن إذ ودعنا قائد الدبلوماسية العربية والعالمية لنسأل الباري عز وجل في هذه الليالي الفضيلة من العشر الأواخر من رمضان المبارك، أن يتغمد فقيد الوطن والسياسة والدبلوماسية العربية والإسلامية والعالمية ( أبا محمد ) رحمه الله بواسع مغفرته ورضوانه وأن يسكنه فسيح جناته وأن يلهمنا جميعاً الصبر والسلوان، وأن يكتب كل ما قدمه لدينه ثم وطنه وأمتيه العربية والإسلامية والإنسانية جمعاء في موازين حسناته .. ختاماً نرفع خالص العزاء وصادق المواساة إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع - حفظهم الله -، وإلى أصحاب السمو الملكي إخوان وأخوات الفقيد وإلى العائلة المالكة الكريمة وإلى أبناء الفقيد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سعود الفيصل وصاحبالسمو الملكي الأمير خالد بن سعود الفيصل وإلى صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سعود الفيصل وبنات الفقيد صاحبات السمو الأميرات هيفاء ولنا وريم، والعزاء موصول إلى والدتهم صاحبة السمو الأميرة الجوهرة بنت فيصل بن عبد الله آل سعود، والشعب السعودي الكريم ..{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ }.