فهد بن جليد
أسوأ ما يُمكن أن تقرأه هذه الأيام في الصحف والمجلات, أو تشاهده في التلفزيون, هو خبر أو تصريح لأخصائي تغذية يتحدث عن (نصائح لرجيم رمضان) !. أين هذه النصائح في بداية الشهر ؟ قبل أن يتورط الصائمون في التهام (السمبوسة), ويألفوا (القطائف واللطائف), ويغرقوا في (سطول الشربيت) وهو الاسم الأصلي (لشراب الفيمتو), والذي يُعد بالنسبة للسعوديين في السنوات الأخيرة (مقياس ومؤشر) ارتفاع أسعار السلع في رمضان !.
في كل حقبة زمنية هناك مؤشر لأسعار رمضان, قبل عدة سنوات كان (عجين السمبوسة) أندر من لبن العصفور, ويبختها اللي جاب لها زوجها عجين (سمبوسك) كما يُطلق عليها, قبل أن يتسيّد سعر بيع (الشربيت) القائمة !.
حتى (عامل البقالة) في حارتنا, كتب ورقة (بخط اليد), وعلقها على (باب الدكان) لعلها تجذب الزبائن, كاتباً عليها بالعربي المُطعّم بالأوردو (فنتو رخيص) !!.
بعض (شبان الحارة) اللذين لا يُعيرون سعره أي اهتمام, حولوا اللوحة إلى (جدارية ذكريات), فمنهم من علق (يا وارد الماء .. اسقني شربيت), إلا أن أكثر ما شدني هي تلك العبارة المكتوبة بخط جميل (تقلق المرأة على المستقبل حتى تجد زوجاً، ولا يقلق الرجل من المستقبل، إلا بعد أن يجد زوجة), ولم أكن أعرف قبل ذلك أن في حارتنا فلاسفة على طريقة (برنارد شو) ؟!.
بالمناسبة مثل هذه (الجداريات) تجعلك تعرف بماذا يفكر الناس من حولك, هذا إذا ابتعدنا عن كتابات (الحب والغرام), والعبارة الشهيرة (يعيش الزعيم), ليتم شطبها في اليوم التالي لوضع عبارة (متصدر لا تكلمني) !.
يبدو أن الوقت سرقني, مثلما فعل مع أخصائي التغذية الذي لا يُذكّرك (برجيم رمضان), إلا في (النصف الثاني) من العشر الأواخر!.
نصيحتي: أجعل سحورك في الأيام المتبقية من الشهر الكريم (فول وعدس), سيكون ذلك مُميزاً, لأن عسر الهضم مطلب مع طول وقت الإمساك !.
أنا أضمن لك (عدم الجوع), ولا علاقة لي (بالعطش) !.
وعلى دروب الخير نلتقي.