فهد بن جليد
هذا عنوان برنامج توعوي أطلقته إحدى الدول الخليجية لرفع (الحس الإنساني) لدى مُستخدمي المركبات أثناء مُشاهدتهم (لسيارة إسعاف) قادمة، فهل نحن في حاجة لمثل هذه البرامج والحملات محلياً؟!.
بصراحة ربنا - وبدون حساسية - نعم نحن بحاجة لمثل هذه الحملة، فالعالم كله يمر بأزمة (أخلاق إنسانية) لدى فئة الشباب خصوصاً، فبعض البشر غير مُستعد للتعاون أو التنازل عن أبسط الأمور من أجل مُساعدة الآخرين، ولو كان في ذلك إنقاذ لحياتهم، إلا بقوة النظام، بل إن العقوبة هي الأخرى غير قادرة على جعل شخص ما (إنساناً بحق)، الأمر لا يحتاج إلى لجان ودراسات، بإمكانك مُشاهدة ما يحدث لسيارة الإسعاف في شوارعنا، لتشعر بحجم الأنانية عند بعضنا، هذا خلاف المُتراقصين على جراح وآلام الآخرين، ممن يسيرون أمام سيارة الإسعاف (للاستفادة) من صوتها، أو أولئك الذين يتصارعون خلفها (لتفسح لهم) الطريق في ظل الزحام!.
بالمُقابل هناك من لا يثق أصلاً في سائقي سيارات الإسعاف، وإذا ما كانت بالفعل في مُهمة (لإنقاذ مريض)، أم لشراء (كبدة وفول) نتيجة ما يراه ويرصده الناس أمام البوفيهات والمطاعم، وكأن سائق (سيارة الإسعاف) من كوكب آخر، لا يجوز له أن يتوقف في طريقه وبعد انتهاء المهمة لأي سبب، بل إن بعض الجهات تُعيق وتُعرقل جهود الإنقاذ، وتتعامل مع سيارة الإسعاف بطريقة فجّه، مثلما حدث عند سحب وحجز سيارة إسعاف من قبل رجال أمن مدينة الملك فهد الطبية بحجة مُخالفتها المرورية، رغم أنها وصلت لنقل حالة إسعافية!!.
كتبت سابقاً عن قصة الشاب (دوني جونز) وكيف أنه فقد وظيفته كساعي بريد، فقط لأنه صور نفسه وهو يسير خلف سيارة إسعاف حتى يُنجز عمله بسرعه، نحن في حاجة لمثل هذه الثقافة، واقترحت حينها أن يتم تزويد (سيارات الإسعاف) لدينا بكاميرا تصوير أمامية وخلفية، لتوثيق عملية الإنقاذ مُنذ اللحظة الأولى للانطلاق، ورصد من يتسببون في عرقلة عملية الإنقاذ أو الوصول للحالة بسرعة!.
سيارة الإسعاف في بعض شوارعنا بحاجة (لهيبة) بقوة النظام، في حال فُقد (الحس الإنساني)!.
وعلى دروب الخير نلتقي.