يوسف المحيميد
تقول إحدى الطرائف، أنك لو سافرت إلى جزيرة منسية في المحيط المتجمد الشمالي، لوجدت عائلة سعودية هناك، لدرجة أنك تشك في أرقام الإحصاءات العامة المتعلقة بعدد السكان في المملكة، فمن أين يأتي هؤلاء الذين تجدهم في كل مدينة وقرية وريف وفندق وشارع وحديقة ومنتجع و.... إلخ؟
تقول الإحصاءات الأخيرة، إن نحو أربعة ملايين ونصف مليون سائح سعودي ينفقون أكثر من سبعة وسبعين مليار دولار سنوياً، لكن من يجد السعوديين في كل مكان، وفي مختلف دول وعواصم العالم، بل وحتى في القرى الريفية، يشك أنهم لا يتجاوزون الأربعة ملايين ونصف المليون، فانتشارهم يوحي بأنهم أكثر من عشرة ملايين سائح، ووجودهم أيضاً، وازدحامهم في الداخل، يجعلنا نشكك كثيراً بعدد السكان المعلن!
السعوديون يملأون دبي والدوحة والمنامة وكل العواصم الخليجية، وهم أكثر أعداد السياح الزائرين إلى مصر، والأكثر إنفاقاً، إذ ينفقون ثلاثة أضعاف السياح الآخرين، وهم الذين ينتشرون في أوروبا لدرجة أنك لا تستغرب بسماع مختلف اللهجات السعودية هناك، في مترو، أو في مطعم، أو في شارع... وهم الذين لا تخلو منهم ولاية ولا مدينة أمريكية، وفي مختلف المدن والقرى التركية تجدهم بحافظات الشاي والقهوة يستمتعون بالطبيعة، وبالطبع يملأون مختلف دول شرق آسيا، حتى أنهم أصبحوا مصدر دخل حقيقي لكثير من دول العالم، إلى درجة أن جميع الدول بلا استثناء تخطب ودهم، ولو تحركنا قليلاً على المستوى الرسمي السياسي والسياحي لكسبنا العديد من التسهيلات، كما فعل الإماراتيون من إعفاء من التأشيرات لدخول دول مجموعة الشنغن، رغم أنهم لا يقارنون إطلاقاً بأعداد السياح السعوديين، ولا بمعدلات إنفاقهم!
ولا يخفى على أحد أن السياحة في العالم اليوم، تعتبر من إحدى أهم مصادر الدخل لمختلف الدول، وكثير من هذه الدول تتعرض لخلل اقتصادي كبير بمجرد أن تنضرب السياحة فيها لأسباب أمنية أو عدم استقرار سياسي، لذلك من الطبيعي أن نعمل على استثمار هذه القوة لدى بعض الدول التي نشكل بالنسبة لها مصدراً للدخل، ونطالب بالمزايا التي تنصف السائح السعودي، الذي ينفق ملايين الدولارات، هاهي سوماتي رماناثان رئيسة هيئة السياحة البريطانية في الشرق الأوسط، تصرح بأنّ السياح السعوديين أنفقوا خلال العام الماضي في بريطانيا نحو 580 مليون دولار، بمعدل نمو يصل 13 بالمائة، وبعدد تأشيرات بلغت نحو 116 ألف تأشيرة، لماذا كل هذه الأرقام ولا يحظى السائح السعودي بتسهيلات أكثر من غيره؟ هل ثمة خلل في فتح مثل هذه الملفات؟ والتفاوض بشأنها مع هذه الدول؟ ربما.