فهد بن جليد
مُنذ أيام قليلة أُطلق في (لندن) موقع تواصل جديد اسمه (مُسلم فيس)، وهو نُسخة مُعدَّلة من تطبيق الفيس بوك، المدموجة مع تويتر!
لا أعرف الغاية من إطلاق هكذا منصة تعارف، يُقال إنها تتم وفق ضوابط الشريعة الإسلامية، حيث هناك فصل ومنع للاختلاط في الموقع بين الرجال والنساء،كما أن الموقع يحمي زواره من التعرّض للمواد المخالفة لقيمهم وعاداتهم!
الخاصية المُثيرة للجدل في الموقع، هي خاصية وشرط وجود (المحرم) بحيث لا تتم الإضافة بين الجنسين إذا لم يكونا محارم، كما أن دخول المرأة أو تفاعلها مع حسابات الرجال (كعروض الزواج وغيرها) تتم بمشاركة حساب أحد محارمها فقط، بهدف القضاء على العلاقات المشبوهة في وسائل التواصل الاجتماعي، وضمان الجدية في التعامل والتعارف بين الرجل والمرأة، وهذه الخطوة الأخيرة جعلت العديد من المنظمات والناشطين والناشطات العرب والأجانب، يشنون حملة تمييز ضد الموقع الوليد؟!
رغم أنه لم تمض سوى أيام قليلة على إطلاق الموقع، إلا أن عدد المشتركين فيه تجاوز الـ 60 ألف مشترك، لا أريد التشاؤم من مثل هذا المشروع، ولكن السؤال المطروح في ظل ثورة المعلومات والتواصل والتقنيات المُتناهية، هل الأفضل أن نعزل أنفسنا عن العالم بسبب اختلافهم معنا في الدين والعرق؟ أم أن نتكيّف مع الآخرين وفق قناعاتنا وثوابتنا الإسلامية؟!
لا أعتقد أنه من المُجدي عزل (مليار ونصف المليار مسلم) في منصة تواصل افتراضية خاصة بهم، لأن فكرة التواصل قائمة على المُشاركة بالتعبير, وتبادل الثقافات والمعارف، والأفكار بين المجتمعات والشعوب الإنسانية، وهذا لا يعني الذوبان ونسيان قيمنا وثوابتنا الدينية، وعادتنا العربية، فالتمسك بها لا يتعارض مع تسجيل الحضور العالمي، ولا ينسجم مع الانسحاب الإسلامي من المنصات العالمية!
أكثر خاصية يستغلها مروّجو الأفكار الضالة ضد أبنائنا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، هي الانعزالية عن المجتمع، أو التفرّد بالشاب أو الشابة الذي يكون (وحيداً)، لتحويله إلى (قنبلة موقوتة) قد تنفجر في وجه مجتمعه أولاً، فالمُفضل عند من يحملون أفكاراً ضارة، هو اصطياد أولئك الذين يعيشون وحدهم في عالمهم الافتراضي، ممن ينقمون على مجتمعاتهم، ويتشكَّل لديهم جانب مظلم!
لست ضد أي (منصة إلكترونية)، إذا كان هدفها تقديم الإسلام للعالم (كدين تسامح وسلام) فالمُسلم يحمل رسالة حب، وسلام للمسلمين، ولمن يعيشون معه في هذه الدنيا، وليس من مصلحتنا سماع صوتنا فقط، دون إسماعه للآخرين! وعلى دروب الخير نلتقي.