فهد بن جليد
في نيويورك قام أكثر من ثلاثة آلاف من أصحاب الاحتياجات الخاصة، بمسيرة للمُطالبة بتحسين حياتهم، والمساواة بينهم وبين الأصحاء، وتدقيق النظر في احتياجاتهم وتطلعاتهم؟ من بينهم معاقون، وأقزام، ومرضى بالتوحّد، ومتلازمة داون، ومن يعانون من فقدان النظر، أو السمع والنطق، وغيرهم من أصحاب الاحتياجات الخاصة!
من الشعارات التي حملها (قصار أمريكا) التعبير عن احتياجات قصار القامة في المجتمع الأمريكي، وما يعانونه من تمييز ونظرات من العامة، واستغلالهم في المهرجانات والسيرك والأفلام، مع عدم الاهتمام بهم في المطاعم والمقاهي ووسائل النقل، فهم يطالبون بمراعاة قصر قامتهم!
من يستخدمون (كراسي متحركة) يطالبون بتحسين خدمة سيارات الأجرة، والتي لا يناسبهم منها سوى 4 % فقط من مجمل وسائل النقل في أمريكا!
وكذلك حاول المصابون بمشاكل في النمو الجسدي أو الذهني لفت انتباه المجتمع لظروفهم، واحتياجهم، رافعين شعار (فخور بإعاقتي)، يساندهم في ذلك (غير المُبصرين) الذين يقولون إنهم يعانون من مشاكل في المرافق والمواصلات، أمّا الصم والبكم فقد كان شعارهم مؤثّراً جداً بمقولة (ليس معنى أني لا أستطيع الكلام، أن ليس لدي ما أقوله) وهو تعبير عن مدى مُعاناتهم في صمت!
المعاقون الأمريكان خرجوا للمجتمع (للمُطالبة والتذكير بحقوقهم), وسيحصلون على ما يريدون لأنه حق مشروع لهم، قارنهم بمعظم من صادفتهم طوال شهر رمضان من المُعاقين لدينا؟!
المعاق لدينا وجد نفسه أمام حقيقة مؤلمة، وهي ضرورة المرور عبر بوابة العطف والشفقة، قليلون من يذكّرونك بأن لهم حقوقاً على مؤسسات المجتمع الرسمية والاجتماعية، ويطالبون بتفعيلها..!
شتان بين الهدفين، هدف الحصول على المُساعدة بالعطف (كأسهل الطرق)، وبين الحصول على المُساعدة كحقٍ يكفله (الدين قبل النظام) رغم أنه طريق شاق، يحتاج لصبر وإصرار وعزيمة..!
نحن من حطَّم الحُلم وعزة النفس بداخل (المُعاق) في مجتمعنا، بنظرة الشفقة (الظالمة) التي تصدر من معظمنا تجاههم، مُساعدتهم ليست فقط بتقديم (مبلغ مالي) لهم في رمضان، فماذا عن بقية الشهور؟! وليس بمُحاولة تسهيل مرورهم أو دخولهم أو ركوبهم لسيارة (مرة واحدة) فماذا عن بقية الأوقات..؟!
لهؤلاء حقوق عليهم المُطالبة والتذكير بها، بدلاً من تسوّلها!
وعلى دروب الخير نلتقي.