موضي الزهراني
بداية أتقدم بأصدق التهاني بمناسبة عيد الفطر المبارك لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله -، وولي عهده الأمين، وولي ولي عهده، وللشعب السعودي، وللأمة الإسلامية، وأهنئ نفسي والجميع على الصيام والقيام - ولله الحمد والشكر -، راجية من الله سبحانه أن يتقبَّل منا ومنكم صالح الأعمال، وأن يعيد علينا صيام شهر رمضان الكريم سنوات عديدة ونحن في أحسن حال، وأن ينصر جنودنا المرابطين على الحدود، ويحفظهم، وأن نكون من عباده الشاكرين للنِّعم التي تزخر بها بلادنا، وأن نكون من الحافظين لها خوفاً من زوالها كما حذرنا خالقنا سبحانه في كتابه الكريم بقوله {وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ}.
فالمشاهدات اليومية التي تحدث في بلاد الحرمين الشريفين، وفي أطهر البُقع، لحدث مؤسف، ومؤلم أن تتكرر بشكل يومي في الحرمين الشريفين، وفي أغلب الفنادق المركزية لمنطقة الحرمين؛ ولهذا فإنني أستغل هذه الأيام المباركة على المسلمين جميعاً بتوجيه نداء مهم جداً لرئيس الحرمين الشريفين فضيلة الشيخ (عبدالرحمن السديس) والفريق المساعد له لمتابعة الحد من إهدار النِّعم في منطقتي الحرمين وفنادقها، خاصة في المواسم الدينية (شهر رمضان، وشهر الحج)، اللذين يصاحبهما تجمع لا مثيل له للمعتمرين والحجاج في الفنادق المركزية التي تختلف في مستوى خدماتها تبعاً لاختلاف درجاتها، وما تشمله تلك الخدمات من التنافس الملحوظ على إعداد البوفيهات التي تزخر بما لذ وطاب من الأطعمة والمشروبات التي - ولله الحمد - تُرضي جميع الأذواق، خاصة لتنوعها بما يتوافق مع رغبات مختلف الجنسيات؛ وهذا ما يستدعي الشكر والتقدير على تلك النعمة التي لا تقدر بثمن لاستمراريتها ووجودها في فنادق بلادنا الغنية بالخير الكثير، خاصة فنادق الحرمين الشريفين، لكن - للأسف الشديد - ما يحدث في كل موسم يحتاج للتدخل الذي يُلزم مسؤولي الفنادق بحفظ الأطعمة للمحتاجين والفقراء، وعدم الاستهتار واللامبالاة تجاه تكريم النعمة!
فالإسلام شرع للإنسان حدوداً يلتزم بها في حياته، منها (عدم التبذير والإسراف)، لكن ما نراه في أغلب قاعات الفنادق وقت الإفطار والسحور، خاصة بعد انتهاء الصائمين والزائرين، يؤلم فعلاً لقيام العاملين برمي الفائض من الأطعمة في براميل النفايات، وعند توجيههم لحفظها للمحتاجين فإنهم يتعذرون بأنه ممنوع التبرع بالفائض خوفاً من تعرض المحتاجين الذين تمتلئ بهم ساحات الحرمين للتسمم! بالرغم من إنهم ينتظرون أي لقمة تسد جوعهم وعطشهم بعد ساعات طويلة من الصيام! لذا أتمنى أيضاً من (جمعية حفظ النعمة) في مكة أن يكون لها دور أقوى من ذلك من خلال عقد شراكات إلزامية مع الفنادق المركزية لتحديد آلية لحفظ النعمة؛ لكي يستفيد منها المحتاجون المنتشرون في الساحات، وكذلك الأسر المحتاجة التي يشرفون على إطعامها. فما يحدث من تبذير وإهدار لنذير خطر لا يمكن الاستهانة به لقوله تعالى: {إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ}؛ لذا على قدر شكرنا يكون دوام النعمة لقوله تعالى {لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ}؛ لذا لا بد من المحافظة عليها وإلا انقلبت على بلادنا إلى نقمة!
وكل عام وأنتم بخير.