أحمد الناصر الأحمد
الأستاذ الشاعر الكبير والإعلامي المميز عبدالله الثميري -رحمه الله وجميع موتى المسلمين.. له فضل كبير وأيادٍ طولى على ساحة الشعر الشعبي السعودي والخليجي.. أبا نبيل كان شاعرا ًمبدعاً جزلاً حين يكتب القصيدة في أي غرض شعري يطرقه.. وكان له بصمته الخاصة في كل الأغراض التي تناولها في شعره.. كما أنه أجاد في فن الفكاهة والسخرية وله قصائد فارقة في هذا الجانب.. مسيرة الثميري الشعرية طويلة وعميقة ومتنوعة ويصعب الإحاطة بها في عجالة بل تحتاج إلى رصد واستقصاء وقراءة وتحليل.
أما مسيرة الأستاذ عبدالله الثميري الصحفية فهي طويلة ورائدة ومؤثرة بدأت في التسعينات الهجرية من القرن الماضي من خلال (تراث الجزيرة الشعبي) وهما صفحتان أسبوعيتان تصدران من هذا الصرح الإعلامي الشامخ جريدة الجزيرة.. وكانتا ذات تأثير واسع ومتابعة كبيرة من شرائح عريضة من المجتمع ناهيك عن متابعة الشعراء والمهتمين والمتذوقين لما يطرح فيهما من مادة مميزة وغنية.. على المستوى الشخصي أدين للراحل الغالي أبا نبيل بالكثير من الفضل فمن خلال صفحاته - دون سابق معرفة شخصية - بدأت مسيرتي مع النشر في قصائد وطنية واجتماعية، وقد وجدت منه كل حفاوة وترحيب، وكانت أول قصيدة نشرها لي (أنا أهبك بس يبغى هلاوة) عام 1401هـ، وهي قصيدة اجتماعية تتحدث عن تأثير الخادمات على الأطفال عند إنشغال الآباء والأمهات عنهم.
كثيرون غيري دعمهم الثميري وأخذ بيدهم وشجعهم رحمه الله.. والثميري إضافة لدعمه للشعراء والكتاب كان يقدم صفحات حية نابضة في القضايا الأدبية كما خاض العديد من السجالات التي تدور حول الشعر والشعراء والأدب الشعبي عموماً، وكان قوي الحجة مقنع لخصومه ومتابعيه بالدليل الذي يثبت صحة رأيه وصدقية طرحه.
رحم الله الفقيد الغالي وغفر له وجميع موتى المسلمين.