موضي الزهراني
الكثير يعتقد بأن هناك إشكالية كبيرة، وقاعدة ثابتة لدى رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مع الورد وبخاصة « الأحمر» وأن هناك كرهاً واضحاً لديهم للورد وشرائه وإهدائه للأصدقاء والمرضى والأحباب، لكن رجال الهيئة كسروا هذه القاعدة عندما قاموا بتوزيع الورد في الأماكن العامة خلال أيام العيد وخاصة «الأحمر» الذي تتم محاربته بشكل واضح في مناسبة احتفالية عيد الحب «فالنتين» من قبل رجال الهيئة بالذات مما يتسبب في ارتفاع سعره أضعافاً مضاعفة، ويتم بيعه في السوق السوداء لمحلات الورد! وعلى الرغم مما حملته رسائل المغرّدين من تهكم وسخرية لهذه الخطوة السلمية والطيّبة من رجال الهيئة للنظرة التشككية لدى الكثير في نواياهم، ولخوف الكثير من تعاملهم مع العامة في بعض المواقف السلوكية الخاطئة، إلا أن هناك الكثير من ردود الفعل الإيجابية تجاه هذه الخطوة من رجال جهاز خدمي ميداني وحساس لعلاقته المباشرة بالجمهور بمختلف فئاته، لأن الرسالة وصلت لهم واضحة بدون تشويش، والتي حاول رجال الهيئة إيصالها للعامة بأنهم يسعون لكسب رضا الناس، وكسب مودتهم ومحبتهم، لأنهم في خدمتهم، وخدمة وطنهم وأمانه قبل كل شيء، وأن توزيعهم للورد الأحمر في مناسبة العيد، وليس الكتيبات الدينية الإرشادية والتوعوية، ما هو إلا دليل واضح على أنهم لا يحاربون الورد من أجل المحاربة فقط، بل ما يحاربونه هو المناسبة (عيد الحب) وإحياؤها بأسلوب تفاعلي لا يمت لديننا الإسلامي بصلة! فالكل يعلم مناسبة وأسباب هذا اليوم الذي لا يستحق منا نحن المسلمين أن نتهافت شوقاً لشراء الورد الأحمر، والهدايا من صناديق موسيقية والدببة القماشية ذات اللون الأحمر لكي نعبِّر عن مشاعرنا تجاه من نحب سواء في محيطنا العائلي أو خارجه! وسواء في محيط العلاقات المشروعة أو غير المشروعة، وما تقوم به الهيئة تجاه الكثير من المحلات المروّجة لهذه المناسبة إلا محاولة منها للحد من هذه الاحتفالية التي أصبح الكثير للأسف يقدسها وينتظرها سنوياً على أحر من الجمر لكي يحتفل بها ويؤدي ما عليه من واجب عاطفي تجاه الآخر في حياته! وإن كان الأسلوب قد جانب النصح باللين والموعظة الحسنة والإقناع بالحوار لدى بعض رجال الهيئة خلال السنوات الماضية، مما أستفز الكثير من الشباب والفتيات وأثار بداخلهم مشاعر التحدي والعناد والرفض لهذا التوجيه بالمنع من الشراء والاحتفالية بمناسبة لا تمت لأجدادهم ولا آبائم بصلة، إلا أن رجال الهيئة على حق في محاولتهم إطفاء نار الاحتفال بعيد لا يمت لهويتنا الإسلامية والعربية بصلة، وعلينا تعزيزها وتكريمها عن التقليد الأعمى الذي يشوّه صورتنا حتى أمام الدول الأخرى (غير المسلمة) التي لم تهتم يوماً بمشاركتنا باحتفالاتنا وأفراحنا السنوية بأعيادنا (عيدي المسلمين الفطر والأضحى المباركين). فاستخدام رجال الهيئة للورود كمعايدة على الناس، وعلى مرأى من الجميع دلالة على رغبتهم في توثيق الصلة فيما بينهم والآخرين، وبما يساهم في تعديل النظرة السوداوية تجاههم، والتي تم تعميمها بسبب تصرفات فردية مضت أساءت لجهاز هام يساهم بكل فاعلية مع الأجهزة الأمنية الأخرى في الحد من انتشار الفساد الأخلاقي في مجتمعنا!