سعد السعود
فجأة اختفت قصة الضائقة المالية.. واندثرت حكاية الرواتب المتأخرة.. وامتلأت بطون الأندية مادياً.. لتسافر لخارج الوطن جماعات ووحدانا.. فتتوزع بين أوروبا والدول العربية.. الكل سافر.. الكل يرسل من هناك الصور.. يفوز الفريق في مباراة فيتناقل الركبان خبر الانتصار.. يخسر الفريق في أخرى فيصبح الأمر طي الكتمان وإن تسرب الخبر فلا يستدعي الإنكار.. وبالنهاية الكل يبشّر بنجاح معسكره.. دونما انتظار لما تسفر عنه النتائج عندما يحمى الوطيس.
اللافت أن الإعداد للمعسكرات أشبه بسلق البيض يتم على عجل وبلا تخطيط.. فجل اللقاءات الملعوبة هناك تكون ضد فرق تصنف من الدرجة الثالثة أو الرابعة.. إن لم يكن بعضها أصلاً عبارة عن فرق شركات ومؤسسات.. ولا أدري كيف لأحدهم بعد ذلك أن يحكم بنجاح هذا المعسكر أو ذاك وهو يلتقي المتردية والنطيحة.
والأغرب من معسكرات فرقنا ونجاحها المنقطع النظير.. هو أن من يتم التعاقد معهم من أجانب ليس لهم نظير.. فأغلب الفرق وقعت مع هدافي الدوريات في بلدانهم وأفضل اللاعبين حسب ما يعلن في مراكزهم الإعلامية.. فهذا وقع مع ميسي اليونان وذاك أمضى مع رونالدو الرومان.. لنفاجأ مع بدء الدوري أن ميسي لا يحسن حتى الكنترول.. وأن رونالدو لا يعرف طريق (القول).
ذات الحكاية تتكرركل عام.. سماسرة تضحك علينا حد القهقهة.. وأجانب يمارسون بالأقدام التأتأة.. ومدربين يغنمون الأموال الطائلة بلا محاسبة.. أموال تهدر.. وملايين تتبخر.. وإدارات ترحل.. بلا حسيب ولا رقيب.. تركة الديون تتضخم.. دونما دور للجهات الرقابية سواءً من الاتحاد أو الرئاسة.. وكأن الوضع يعجبهم وهو بهذه التعاسة.
لذا كل ما أتمناه وهو ما يفترض عمله من الجهات العليا في رياضتنا ألا يتم السماح لأي فريق بالمغادرة للمعسكر الخارجي.. قبل أن يكون قد أوفى بكل التزاماته الداخلية.. وسدد الرواتب والمتأخرات قبل أن يحجز تذاكره ولا أقول حزم حقائبه.. كما أتمنى أن تطبق سياسة اللعب النظيف بحيث تكون المصروفات قريباً من الإيرادات أو على الأقل هناك تعهدات خطية بالوفاء بالالتزامات من كل إدارة حتى لا تكبركرة الثلج.. ويصبح إيجاد مخرج لفاتورة الموسم أشبه بالبحث عن إبرة في قش.
أما إذا ما استمر الحال على ما هو عليه.. فستكرر فشخرة المنتفين واستئجار الروز رايز لمن يتنقل بالليموزين.. وعندها لا تستغربوا لو تعددت السلفات البنكية كما حدث من الاتحاد.. ويصبح عدد الأندية المفلسة بازدياد.. وعندئذ لن نحتاج لمحكمة رياضية واحدة بل ربما نحتاج العشرات لحل الشكاوي والمتعثرات.. إن لم يتطور الأمر لما هو أبعد وتصبح الفيفا هي مسرح المطالبات.
على السريع
- الأجنبي الشبابي الرابع لازال بالانتظار.. وصافرة أول لقاء لليوث لا يفصلنا عنها سوى 18 يوماً.. إلى متى التسويف؟!
- فريق الاتحاد يضرب أجنبياً بكل الاتجاهات.. ويمارس محليا التقاط بعض المواهب.. ربما نراه أحد فرسان بطولات هذا الموسم.
- السوبر بعد أقل من 10 أيام.. والوسط الرياضي أشبه بالصامت.. هل هو الهدوء الذي يسبق العاصفة.. أم أن لندن وبُعدها هو السبب؟!.
- ما أشاهده من عمل في مطبخ التعاون.. يجعلنا أتوقع لسكري القصيم التميز وأن يكون أحد فرسان هذا الموسم فنياً على الأقل.
- شارة القيادة في أغلب الأندية لا ترتكز على أي أسس في منحها.. فأحيانا المستوى.. وأحيانا السن.. وثالث المحسوبيات.. أما مقومات القيادة فهي في الأغلب آخر الاهتمامات.
- الرعاية في الفرق الكبرى مطمع للشركات.. ومع هذا لازال الشباب منذ عام مضى بلا أي توقيع.. رغم تباشير الإدارة المستقيلة.. بمعية صمت غريب لمسيري النادي حالياً.. إلى متى؟.
آخر سطر
من أصدق ما قيل: الأمل لا يأتي من فراغ.. ولا يولد من العدم.