أبو عبدالرحمن ابن عقيل الظاهري
قال أبو عبدالرحمن: جاءتْ كلمةُ الحُبِّ بمعنى ما هو ضدُّ الكُرْهِ في مئة موضع ونيِّف مِن كتاب الله.. منها ما هو من فِعْلِ الله سبحانه وتعالى؛ وذلك هو الأكثر، وهو موضوعُ بحثي هذا اليوم؛ وتَقْسِيْمُها كالتالي:
1 - تَحْبيبُ الله الإيمانَ إلى عبادهَ الْمُؤْمنين.
2 - حُبُّ اللهِ مَنْ يُحِبُّه.
3 - ما لا يُحِبُّه الله؛ وهذا هو الكثير مِن الأكثر الواردِ في كتاب الله عن مادَّةِ الحُبِّ؛ فمن ذلك: أنه لا يُحِبُّ المعتدين، ولا الفسادَ، ولا كلَّ كفّْارٍ أثيم، ولا الكافرين عموماً، ولا الظالمين، ولا الْمُختالَ الكفور، ولا الْخَوّْانَ الأثيم، ولا الْجَهْرَ بالسوء، ولا الْمُفسِدِين، ولا المُسرِفين، ولا الخائنين، ولا المُستكبرين، ولا المُختالَ الفَخوْرَ.. ومِن ذلك أنه سبحانه وتعالى لا يحبُّ الفَرحين؛ فأمَّا معنى نِسْبَةِ الحبِّ إلى الله سبحانه وتعالى فله بحثٌ خاص في غيرِ هذه الحلقات الخمس بمشيئة الله تعالى.
4 - ما يُحِبُّهُ الله؛ فهو سبحانه وتعالى يُحِبُّ مِن يُحِبُّه، ويُحبُّ الْمُحْسِنين، والتوَّابين، والْمُتَطَهِّرِين، والمُتَّقين، والصابرين، والْمُتَوَكِّلين، والْمُقْسطين، والمقاتِلين في سبيله.
5 - ما قضى الله بأنَّ عبادَه يُحبونه؛ ويأتي ذلك بصيغَةِ ما لَمْ يُسَمَّ فاعِلُه، وبصيغةِ ما سمَّى اللهُ فاعلَه، وهو الله نفسُه جَلَّ جلاله؛ فمن ذلك أنه حبَّبَ الإيمان إلى بعضِ عبادِه كما مَرَّ آنفاً، وهدَى اللهُ ثمودَ فاستحبُّوا هُمْ الْعَمَى على هدى الله؛ إذن رَبُّنا سبحانه وتعالى هداهم إلى ما يُحِبُّ؛ وهو الهدى، ولكنهم استحبوا غير ما أَحَبَّهُ الله لهم.. وقال سبحانه وتعالى: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ} (14) سورة آل عمران؛ فتَزْيِيْنُ كلِّ ذلك هو مِن الله سبحانه وتعالى؛ وليس في هذا التزيينِ ظُلْمٌ؛ لأن الله جَبَلَهم على ما فطرهم عليه؛ ولهذا أخْبر أَعْبَدُ العابدين عبدُالله ورسولُه محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم عن نَفْسِه: (أنه يحبُّ النساء)، كما أخبر عن نفسه بأنَّهُ :(جُعِلَتْ قُرَّة عينِه في الصلاة)؛ فهذا لم يُسَمَّ فاعِله، ولا ريب أنَّ الذي جَعَلَ ذلك هو ربُّنا الكريم؛ لأنَّ السَّلَفَ من الصحابة وتابِعِيْهِم، والعُلَماءَ الْمُسْلِمِين من أهلِ السنة والجماعةِ؛ وهم الذين يتحرَّون مرادَ الله في شَرْعِه، ويتحرَّونَ مرادَ السلَّفِ الصالح بِكلِّ صِدْقٍ ودِقَّة.. إلا أنَّ ذلك التزيينَ مِن الله سبحانه وتعالى يُنْظَرُ إليه مِن جهةِ تدبيرِ الله الكوني، ومن جِهَةِ تدبيره الشرعي؛ فاللهُ سبحانه وتعالى زيَّن للناس بتدبيره الكوني ما فَطَرَهم عليه مِن حُبِّ تلك الأشياء؛ فالفطرة سنةُ الله الكونيةُ، ولن تجد لسنة الله تبديلاً ولا تحويلاً، وقد يكونُ ما جُبِلوا عليه غير مَرْضيٍّ، بل هو مُضِرٌّ بهم كما في قوله: تعالى: {نَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا} (72) سورة الأحزاب.. إلَّا أنَّ الرَّبَّ الكريم لَمْ يَكِلْ عبادَه على ما جبلهم عليه مِن الْجِبِلَّاتِ الضارَّة؛ بل أَنْزَلَ الشَّرعَ الْمُطَهّر لِيَهتدُوا به؛ فلا يُحِبُّونَ إلا ما رَضِيَهُ لهم من ذلك التَّزيين، وعَزَمَ عليهم بالدعاء الواجبِ أنْ يدعُوَ كلُّ واحدٍ أنْ يُقنّعَه رَبُّه بالْمَشْروعِ من ذلك التزيين، وأنْ يَعْصِمَهُ مِن أنْ يُحِبَّ ما لم يَرْضَهْ له رَبُّهُ بِشرْعِه الْمَعْصُومِ من ذلك التزيين؛ بأنْ لا يَكِلَه ربُّه إلى نفسه طرفة عين؛ ومِن خير الأدعية في ذلك: (اللهم آتِ نفوسَنا تَقْواها، وزَكِّها أنتَ خيرُ مَن زكَّاها.. أنت وَلِيُّها ومولاها)؛ وبِالْاْسْتِعَانةِ بالله: يُحِبُّ مِن النِّساء مَن تَقَرُّ بها عينُه، وَيُحْصِن بها فرجَه.. وفيما شرعه اللهُ له أنْ يَنْظَرَ مِن خطيبته ما عَسَى أنْ يُؤْدَمَ بينهما، وفيما شرعه الله أنْ لا يُقدِم على شيىءٍ إلا بعد استخارتِه ربَّه ولو كان ذلك في شِسْعِ نعْلِه؛ وبما أنَّ الإنسانَ لا حُرِّيَةَ له في الاختيارِ ولا قُدْرَة له في الخروج عن تدبير الله الكوني؛ فإنَّ بعكس ذلك تدبِيْرُ الله الشرعِيُّ؛ فإن الله تَكَفَّل ببيانِ الشرعِ (هدايةِ البيانِ والإيضاح)، ولَمْ يَتَكَفَّلْ بهداية الإعانةِ والتوفيقِ إلا في حالٍ اسْتثنائية سأذكرها بعدَ أسْطُرٍ إنْ شاء الله تعالى؛ فالله سبحانه وتعالى جعلَ إطاعةَ الشرعِ باختيار الْمُكَلَّفِ؛ فبعد تَبْيِيْنِ الشرع؛ فَمَنْ شاء فليؤْمنْ، وَمَنْ شاء فليكفر، ولا يُحمِّلُهُ ربُّه إلَّا بِمِقْدارِ ما يَمْلِكَهُ مِن الْقُدْرَةِ وَحُرِّيَةِ الاختيار كما في الصلاة يُصَليها حسب القُدْرة قائماً، أَوْ قاعداً، أو على جَنْبِهِ، أو مُسْتلْقِياً، أو بإيماءِ إصْبعه، أو شفَتِهِ، أو باتِّجاه بَصَرِه.. وليس في ذلك أنْ يكونَ مُنْبَطِحاً؛ فإنَّ الله يُبْغض هذه الهيئة إلا ما كان اضطراراً؛ فرخصةُ الشرعِ استباحةُ المُحرَّمات بالضرورات.. ومن استطاع الصبرَ وإيثارَ التضحيةِ فذلك خيرٌ له. فالحمد لله.. له الحمدُ والشكْرُ والْمِنَّة؛ فقد عاملَ عباده بالرحمةِ والْمَغْفِرَةِ والعدل.. وهكذا بقيَّةُ ما ذكره الله في قوله سبحانه وتعالى: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ} (14) سورة آل عمران.. وهكذا فِطْرةُ الله في حُبِّ البنين والذهب والفضَّة والحرث، وكلُّ ذلك متاعُ الحياةِ الدنيا الزائل.. قال الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى: ((يُخْبِر تَعَالَى عَمَّا زُيِّنَ لِلنَّاسِ فِي هَذِهِ الْحَيَاة الدُّنْيَا مِنْ أَنْوَاع الْمَلَاذِّ مِنْ النِّسَاء وَالْبَنِينَ؛ فَبَدَأَ بِالنِّسَاءِ؛ لِأَنَّ الْفِتْنَةَ بِهِنَّ أَشَدُّ كَمَا ثَبَتَ فِي صحِيح [بل في صحيح مسلم، أو في الصحيح]: أَنَّهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((مَا تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَة أَضَرَّ عَلَى الرِّجَال مِنْ النِّسَاء))؛ فَأَمَّا إِذَا كَانَ الْقَصْدُ بِهِنَّ الْإعْفَافَ، وَكَثْرَةَ الْأَوْلَاد: فَهَذَا مَطْلُوب مَرْغُوب فِيهِ مَنْدُوب إِلَيْهِ كَمَا وَرَدَتْ الْأَحَادِيث بِالتَّرْغِيبِ فِي التَّزْوِيج وَالِاسْتِكْثَار مِنْهُ كما في قولِه صلى الله عليه وسلم: ((وَإِنَّ خَيْر هَذِهِ الْأُمَّة مَنْ كَانَ أَكْثَرهَا نِسَاء))، وَقَوْلِه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (( الدُّنْيَا مَتَاع، وَخَيْر مَتَاعِهَا الْمَرْأَة الصَّالِحَة: إِنْ نَظَرَ إِلَيْهَا سَرَّتْهُ، وَإِنْ أَمَرَهَا أَطَاعَتْهُ، وَإِنْ غَابَ عَنْهَا حَفِظَتْهُ فِي نَفْسهَا وَمَاله))، وَقَوْلِه فِي الْحَدِيث الْآخَر: (( حُبِّبَ إِلَيَّ النِّسَاء وَالطِّيب، وَجُعِلَتْ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلَاة )).
قال أبو عبدالرحمن: هذا توجيهٌ صحيح، ولكنْ لا بُدَّ أنْ يسبق ذلك تَضَرُّعٌ إلى الله مِن كلِّ مُكلَّفٍ أنْ يُزَكِّي الله الجبلَّةَ التي فطره عليها؛ فَيُلِحَّ على رَبِّه بالدعاءِ أنْ يَقِيَهُ شُحَّ نَفْسِهِ، فَيُنْفِقَ المال لِشِراءِ رِضْوانِ رَبِّه؛ فَتَتَحَوَّلَ الْجِبِلَّةُ إلى نعمةٍ يتمتَّعُ بها في دنياه، وتكونُ نعيماً له في آخرته؛ ذلك أنَّ الْمُسْلِمَ يفرح بالحصول على المالِ مِن كسْبٍ حلالٍ؛ ثُمَّ تَسْمَحُ نفسه بإنفاقه فيما يُرضي الله كالصدَّقَةِ الجارية، وإدخالِ السُّرُور في قلوب الفقراء والْمَدِيْنِيْن والجائعين والعارِين واليتامى؛ لأنه ألحَّ على ربِّه بالدعاءِ أنْ تكون عِيْشَتُةُ كفافًا كَعِيشَةِ أُمَّةِ محمد؛ لأنه صلى الله عليه وسلَّم دعا لأمته بذلك، وقد حقَّق الله هذه لكثير مِن أُمَّتِه (أُمَّةِ الإجابة)؛ فكانوا يفرحون بحصول المالِ الحلال مِن فضل ربِّهم، ثم لا يبيتون وعندهم دينار ولا درهم، وقد رُوِيَ عن بعض السلف: أنه ما وجبت عليه الزكاةُ مدى عمره؛ لأن الحولَ لا يحولُ عليه وعنده نصابٌ مِن مالَه.. ولما وفدتْ مُضَرُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم والإرهاقُ والجوعُ ظاهرٌ على وجوههم، وهم شِبْهُ عراةٍ أيضاً؛ فتغيَّر وجهُ الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم؛ فكان يدخل غرفته، ويخرج على أصحابه في المسجد؛ فَحَثَّهم على الصدقة ولو بشق تمرة؛ فتبارى القوم رضي الله عنهم يفرشُ أحدُهم الفراش، وآخرون يضعُون عليه صدقاتهم..منهم من لا يجد إلا حُلِيَّ امرأته؛ فتأتي به متبرِّعةً به لهم؛ لينتفعوا بثمنه، ومنهم مِن الموسرين مَن يحمل التمر الكثير، أو الدقيق الكثير، أو صُرَّة دراهم أو دنانير، ومنهم مَنْ يأتي بِمَلْءِ كفه تمراً أو مضيراً؛ فأشرق وَجْهُ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، وجرَى الدَّمُ في وجنتيه الكريمتين المُطَهَّرَتين بأبي هو وأُمِّي ونفسي.. هكذا يفرح المؤمنون بالذهب والفضة والحرث، وهذا هو متاعُ الحياة الدنيا إذا حَوَّله المؤمنُ بتوفيق ربِّه إلى نعيمٍ وَقُرَّةِ عينٍ في آخرته.. ومثل ذلك حبُّ البنين إذا أحسنَ تربيتهم، ولم يُرِدْ بهم التفاخُرَ والتكاثُرَ.. وإذا أراد الامْتثالَ للشرع الْمُطَهَّر بإكثار النَّسل، وهو يعلم أيضاً بشرع ربه عِظَمَ أَجْرَ مَن أحْسَنَ تربيةَ ذريَّته، وقام بكفايتهم؛ فخيركم خيركم لأهله، ويعلم مدلول قولِه تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ * إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ * فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنفِقُوا خَيْرًا لِّأَنفُسِكُمْ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (14-16) سورة التغابن.. والْمُؤْمِن يفرح بِمُلْكه الخيلَ المُسَوَّمةَ؛ ليجهِّزَ بها الغُزَّى الذين هم الفاتحون كما كان فعل أبو بكر الصديق وعثمانُ وغيرهما رضي الله عنهم.. وهو يريد أيضاً إرهابَ عدوَّ الله وعدوّ المسلمين، ولم يُرِدْ التفاخُرَ والتكاثُرَ.. وأما وسائل العصر الحديث من السيارات فلا أرى في الحرص على ذات الأثمان الغاليةِ والْمناظِرِ الجميلة سعةً للْمُسْلم؛ وإنما الطَّيِّبات الْمُباحَة في هذا الباب أنْ يحصلَ على ذاتِ السَّعَةِ لِمَنْ يعول، وذات الْعُدَّةِ والصُّنْعِ الجيِّد للوقايةِ من الأخطار والأعطال؛ فالشرعُ يأمْرُ بالانتفاع بالأسباب النافعة، ويكون الاتِّكال على الله؛ وما عدا ذلك فهو مباهاةٌ ومفاخرة وإضاعةٌ للمال؛ فربما اشترى أحدهم لابنه سيارة بنصف مليون؛ فهذا آثم بلا ريب؛ فما بالك إذا شحَّ بالمال اليسير على الفقير؛ فرحمنا الله ورحم الشيخ صالح الحصيَّن.. جاء للديوان الملكي في (وانيت - أبو عَراوي !!-)وهو رئيسُ هيئةٍ كبيرة في وزارة المالية نسيتُ اسمها الآن، وهو في حينها مستشارُ الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود رحمهم الله جميعاً؛ فما أَذِنوا بدخولِه حتى جاء مَنْ يُعَرِّف به من الديوان نفسِه، وكان يشتري السيارة الجديدةَ بالثمنِ المتواضع وهو بحمد الله ذو غِنىً ومال؛ فيستعملُها ثلاثة أعوام به ثمَّ يهبها للسائق من غير أنْ ينقصَ من راتبه ومما عوَّده من الخير نقيراً... وأما المساكِنُ فللمسلم أَنْ ينْشُدَ السَّعَةَ في سَكَنِه؛ ليوسِّعَ على مَنْ يعول إنْ كان ذا رعيَّة كثيرةٍ، وليستقبلَ الرُّوادَ والزّوار والأقارب، ولا يتجاوز ذلك بالتزويق والتجميل بالسجاد غالي الثمن، والأواني المُضَبَّبة بماء الذهب والفضة.. وأما مَن فرش الْمَطاهِر بالسجاد الفاخر، واستخدم تلك الأواني المُضَبَّبَة: فذلك لا خَلاق له، وبشِّره بإحدى السيِّئتين: إما الفقرُ، وإما الاستدراجُ.. وإلى لقاء قريب مع هداية الإعانة والتوفيق إن شاء الله تعالى ، والله الْمُسْتَعانُ.