فاطمة العتيبي
العسكر في بلادنا هم في الغالب من أبناء القبائل الذين شربوا محبة الوطن مع حليب النوق وصفاء القمر ونحتوه في قلوبهم كما يطوعون الصخر والنهر تحت أقدامهم...
لايعرفون أحزاباً أو تيارات، أحبوا الوطن وأعزوا الدين وأقسموا على السمع والطاعة لمليكهم والذود عن بلادهم إلى آخر قطرة دم في أجسادهم الطاهرة.
فما الذي حدث ؟
لم تحولوا ظهر الخميس وقبله إلى هدف للخصوم والأعداء؟ لم أصبح جنودنا الأشاوس فيما يشبه حرب الشوارع مع الدواعش الأشرار؟
من سوغ قتل العسكر ووصفهم بالمرتدين، هذا الفكر المنحرف لا يبرر، ولايسوغ ولا توجد له أسباب سوى البحث عن السلطة والتذرع بالدين للوصول لها.
لم يعد من الحل الأمني مع دواعش الداخل من بد، فالمحرضون الذين يصوغون تفكير هؤلاء ويلوثون أفكارهم ويروجون لتكفير رجال الأمن هم القتلة الحقيقيون، لذا فسياسة الاحتواء لن تضع حداً لتغلغل هذا الفكر في عقول الناشئة، خاصة أن قانون تجريم الإرهاب لم يطبق بحزم حتى الآن.
سياسة الاحتواء لن تأتي بنتيجة مع هؤلاء الحاقدين النافثين لسمومهم كما لو أنهم ألد الخصوم!
كفانا وبلادنا شرهم ورد كيدهم في نحرهم.