سعد السعود
على ذكرى دراما الموسم الماضي ونهايته المثيرة بين ذات الفريقين.. عندما تبدلت الأفراح في مدرج إلى أتراح.. في حين أحيا المدرج الآخر لياليه الملاح.. في دقائق سُرقت من الزمن.. ليكون جحفلي هو حديث الإجازة.. بعدما كان العالمي هو المسيطر آخر عامين على الأجواء بكل إجادة.
على شريط الذكريات القريبة قبل أشهر قليلة.. نترقب في لندن بعد غدٍ لقاء السوبر بين المتنافسين اللدودين النصر والهلال في افتتاحية كاملة الدسم لموسم رياضي جديد.. في مباراة لا تحتمل القسمة على اثنين.. وكأننا موعودون بالإثارة من البداية.. فإما فرح وبطولة تسر المحبين وإلا فأسى بمعيته أنين.. فليس أصعب من أن يخسر الفريق من منافسه الأول.. فمرارتها عند المحبين أشد من العلقم.. ولذا فحالة الترقب والحذر التي نشاهدها الآن مبررة.. فالفوز يعني فاتحة الموسم بأقوى دافع.. والخسارة ستؤجج المدرج وربما تكون تبعاتها جسيمة على الخاسر عندما يدشن الموسم أولى جولاته.
المتتبع لاستعدادات الفريقين لا يجد هنالك تباين كبير.. فالهلال عاد لتمارينه نهاية رمضان.. في حين أن النصر بدأ تدريباته في ثالث الفطر.. وبالتالي فلا يمكن التعويل كثيراً على الجانب اللياقي لأي منهما.. وربما هذا التأخر بالإعداد يضرب أطنابه على ما يقدم خصوصاً في الشوط الثاني.. وقد نشاهد تساقط بعض اللاعبين بسبب الإصابات وتحديداً الشد العضلي.. ولذا فمن الممكن التفكير جدياً من أحد المدربين أو كلاهما بأن يتم الحسم مبكراً في شوط المباراة الأول.. هرباً مما قد يجره تأخر الحسم من صعوبة عطفاً على عدم اكتمال الاستعداد. ولا يبدو فنياً الوضع مختلفاً كثيراً عن آخر لقاء نهاية الموسم المنصرم.. فالفروقات تكاد تنعدم.. والكفتان متوازنتان.. وكلا المدربين مستمران منذ الموسم الماضي.. وبالتالي فالاستقرار موجود والدراية بمكامن الضعف والقوة متوفرة لدى كل كادر تدريبي.. ربما الفرق الوحيد بين المعسكرين هو أن الهلال مكتمل على مستوى اللاعب الأجنبي مع ملاحظة أن اثنين منهما حديثا الانضمام للفريق.. في حين أن النصر لا يزال ينقصه لاعب أجنبي رابع لكن ما يطمأن المشجع الأصفر على البقية هو استمرارهما من الموسم الماضي وبالتالي فلا يحتاجون وقتاً للتأقلم.
أما إدارياً فللوهلة الأولى قد يقر الهلالي قبل النصراوي بتفوق المعسكر الأصفر عطفاً على القدرة الإدارية الفذة للأمير فيصل بن تركي.. والتي استطاع من خلالها العودة بالنصر لعالم البطولات بعد أن عانى المحبون البعد عنها لسنوات.. لكن ومع أنه قد يكون هذا الرأي وجيهاً إلا أنه ليس كما يتصوره البعض.. فعلى الطرف الآخر يتواجد الأمير نواف بن سعد وهو ليس ببعيد عن المطبخ الهلالي إدارياً فقد عمل نائباً للأمير عبدالرحمن بن مساعد لفترة رئاسية.. كما أن لديه تجربة ثرية في الإشراف على المنتخبات السنية.. ولذا فلا يمكن التسليم بقدرة طرف على الآخر بهذا الجانب.. ولنا بتجربة محمد الحميداني الرئيس المكلف في كأس الملك خير برهان.. وعليه فلا حرج بالإقرار أن هنالك تفوقاً نصراوياً بهذا الجانب ولكن ليس بالدرجة التي يتصورها البعض.
أخيراً وبعيداً عن كل القراءات المسبقة.. لأن الميدان دائماً هو صاحب الكلمة الأخيرة.. وكثيراً ما تفوقت فرق في الحسم وهي من كانت الأقل حظوظاً على الورق.. فما بالك عندما يصبح التوقع أشبه بالمستحيل.. ولذا فننتظر لقاء تنافسياً في كل الجوانب.. لم يعكر صفوه لدى المتابعين سوى تلك الفكرة البائسة والتي نقلت اللقاء بعيداً عن الأنصار.. ليضحّي اتحاد الكرة بملعب يتسع لقرابة 65 ألفاً.. ويستبدله بملعب لا يتسع سوى لـ 19 ألفاً.. في سابقة أتمنى ألا تتكرر خصوصاً مع ورود بعض التقارير والتي تتحدث على أن فاتورة إقامة السوبر هناك تتفوق على إيراداتها.
ختاماً.. وبمنأى عن عقم الفكرة.. والقرار.. ومسوغاته.. فإنني أتمنى من محبي الفريق الخاسر المبادرة لتهنئة المنتصر.. كما أمني النفس بأن يتواضع الفائزون.. ولا ينزلق الطرفان في التعصب والإيغال في التقليل من الآخر وممارسة سقط القول كما حدث في مناسبات سابقة ليس هناك داع لتذكرها.. وليؤمن الجميع أن كرة القدم فيها الجانب السعيد والجانب التعيس.. وقد عودتنا ألا منتصر فيها دائماً.. كما أن الخسارة لا يمكن أن تستظل سقف فريق واحد فقط في كل لقاء.. وليتذكر مسيري الناديين ولاعبيهم وجمهورهم أن السنبلة كلما كبرت انحنت.. فلنتعلم منها كيف نتعاطى مع المنافسين.. وليكن ديدننا إن خسرنا المباراة فلا نخسر أنفسنا.
آخر سطر
وحده الموت.. الزائر الذي لا يستأذن.. يحط رحاله فجأة.. ويغادر بفاجعة.. رحم الله الإعلامي سعود الدوسري.. فهو من القلائل الذين اتفق على محبته الجميع.