رقية الهويريني
منذ عام 2003م وبلادنا تصطلي بنير الإرهاب، ونحن المواطنين نقاسي منه، كما تعاني منه الحكومة التي سعت بتقليم أظافره، إلا أنها لم تستطع استئصال الفكر من العقول!!
وقد بدأت القاعدة بحرب ضد الأمريكان المتواجدين في بلادنا لغرض تبادل المصالح المشتركة، حيث شنّت حرباً ضد مساكنهم ومقر أعمالهم بدعوى أنهم مشركون وكفار! فسارعت الحكومة بالقيام باحتياطات أمنية ووضع أسلاك شائكة حول مساكنهم وطرق فاصلة عن الشوارع لمرور سيارات الأمن مما أوجد ضيقاً في الشوارع التي يتواجدون بها، وتفهّم السالكون تلك الإجراءات بهدف حفظ الأمن، وتمنوا أن تكون مؤقتة! وتجنب المواطنون السكن حول مقار الأمريكان تحسباً لقيام القاعدة بالتفجير أو بعمليات إرهابية! لكن الإرهاب تعدى ذلك إلى شن حرب أخرى ضد رجال الأمن في مقار أعمالهم كما فعلوا في أحد مباني وزارة الداخلية، وتجاوزوا كل المعاني الإسلامية والإنسانية بالتفجير في مقر سكني يضم جاليات عربية متعددة الجنسيات مثلما حصل في سكن المحيا.
والآن بدأت داعش بالتفجير في المساجد التي لا يرتادها إلا مسلمون! ورغم كل ذلك لم يتفوّه خطيب جمعة أو إمام مسجد بشجب أفعال القاعدة صراحة! ولم يدعُ أحد منهم قط أو يشجب بشاعة أفعال داعش بوضوح! بل إنهم في صلواتهم وخطبهم يدعون على نكرة! حيث يدعو الخطيب «اللهم اكفنا شر المفسدين في الأرض» ولم يقل قط «اللهم اكفنا شر داعش» فهم لا يذكرون التنظيم بالاسم! وكأنهم يدعون على مجهول! رغم تبني تنظيم داعش لكل التفجيرات بالمساجد والاعتداءات على المنشآت والأفراد في بلادنا، ودعوته لانضمام شبابنا إليه!! والمفروض أن يكون الاستنكار بذكر المنفذ والدعاء عليه صراحة وعلى كل من التحق به أو من يتعاطف معه.
بل إن أغلب الوعاظ بتغريداتهم لا يستنكرون قط أفعال داعش ولا يذكرونها بالاسم مطلقاً!! وهو ما يدعو للعجب والدهشة والتساؤل!! ويتوقّع المواطن تعاطف بعض أولئك الوعاظ معهم لاسيما أن أحد أعضاء المناصحة أطلق تغريدة يقول فيها «داعش هم مسلمون خوارج، إخواننا اعتدوا علينا» وهذا الرجل له متابعون، ويقوم بمناصحة الضالين والإرهابيين!!
إن التعاطف مع التنظيم الخطير يخلق التسامح مع أفعاله الإجرامية ويجعلها بحكم المألوفة، وما لم يجتث هذا الفكر من العقول فإن بلدنا ستكتوي أكثر من الإرهاب وتعاني منه طويلاً!!