د. منال عبد الكريم الرويشد
يعد الفن التشكيلي خلاصة التجارب الإنسانية ووسيلة نقل لتراث وثقافة الحضارات وعلى مر العصور تنوعت وظائفه من مجتمع لآخر ومن حضارة لأخرى. وفي ظل تطور المجتمع الثقافي السعودي أصبح الفنان التشكيلي مساهماً في التغير والتطوير الاجتماعي والحضاري.. من هنا نتساءل عن دور الفنان التشكيلي هل هو صانع حدث من خلال إنتاجه الفني؟! ما مدى التغير والتطوير الذي أحدثه وكيف؟!. وهل هذا الحدث يتطلب تواجده بين الناس مشاركاً لهم في كل أحوالهم معبراً عن أمالهم وهمومهم وأمنياتهم أم أن إنتاجه مساحة جمال لكل متذوق للجمال؟!.
هل يجب على الفنان التشكيلي أن يكون صانع حدث مؤثر في الحياة العامة اليومية أم ينتج أعمالاً محملة بالجمال للمتعة البصرية وغذاء الروح؟!. وهل يجمع الفنان التشكيلي في تعبيره بين قضايا فنية وقضايا إنسانية واجتماعية؟.. وأي نوع من الأحداث لها وقع كبير على المتلقي ويسعى الفنان إلى اقتناصها وتوجيه رؤيته الفنية من خلالها؟.. هل لها ارتباط بالقضايا السياسية أو الاجتماعية أو الفكرية أو الثقافية في وطنه ومحيطه الإقليمي؟.. أم يهتم بالقضايا الإنسانية بشكل عام؟.
وكيف يصنع الفنان التشكيلي الحدث في عمله الفني بالعمل داخل الإستديو أو الخروج إلى الطبيعة والحياة العامة اليومية مع الناس وبينهم؟!.. وهل الحدث يرتبط بقضية فنية وفكر وفلسفة لرؤية مثقف؟.. وهل يحتاج الفنان أن يكون صاحب قضية ورسالة ويكرس كل طاقاته من أجل تحقيق أهدافه مساهماً في التنمية والنمو الحضاري؟!.
كثير من التساؤلات حول اهتمام الفنان التشكيلي بقضيته الفنية أو قضيته الاجتماعية أو الفكرية أو السياسة ودوره من خلالها ودور تعايش الفنان مع قضايا المجتمع المحلي أو الخليجي أو الإقليمي أو الدولي وهل الفنان صورة معبرة عن مجتمعه وهمومه وآماله أم أنه معزول في برجه العاجي؟.. من معايشتي للوسط التشكيلي السعودي وجدت نماذج متنوعة في اهتمامها والتعبير عن رؤاها، وهناك جهود فردية وجهود جماعية وبعضها بشكل شخصي وبعضها مدعومة من جهات رسمية أو قطاعات رسمية أو خاصة في رعاية حدث ما أو قضية ما أو تقديم تطور ونمو ما في قضايا ثقافية فنية.